تفسير سورة الإسراء الاية 51 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 51

أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ۚ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا

تتحدث الايات عن:

-{ أو خلقا مما يكبر في صدوركم} قال مجاهد : يعني السماوات والأرض والجبال لعظمها في النفوس. والمعنى. يقول : كونوا ما شئتم، فإن الله يميتكم ثم يبعثكم. وقال ابن عباس وابن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص وابن جبير ومجاهد أيضا وعكرمة وأبو صالح والضحاك : يعني الموت؛ لأنه ليس شيء أكبر,{ فسينغضون إليك رءوسهم} أي يحركون رءوسهم استهزاء,{ ويقولون متى هو} أي البعث والإعادة وهذا الوقت. { قل عسى أن يكون قريبا} أي هو قريب.

الحمد لله على كل نعمة أنعمتَها عليَّ يا ربّ، ونسيت أنْ أحمدَك عليها، ويجعل هذا الدعاء دَأَبه وديدنه.وقد يتعدى حمدَ الله لنفسه، فيحمد الله عن الناس الذين أنعم الله عليهم ولم يحمدوه، فيقول: الحمد لله عن كل ذي نعمة أنعمتَ عليه، ولم يحمدك عليها.ولذلك يقولون: إن النعمة التي تحمد الله عليها لا تُسأل عنها يوم القيامة؛ لأنك أدَّيْتَ حقها من حَمْد الله والثناء عليه(الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فية كما يليق ياربى بجلال وجهك وعظيم سلطانك)

-ما هى الحياة الطيبة :رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم قال: (قد أفلح من أسلم، ورزق كفافاً، وقنعه اللّه بما آتاه) يارب يارب

يارب اسلمنا لك فلك الحمد على هذة النعمة ورزقتنا فلك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فية فقنعنا بما اتيتنا يارب يارب يارب

– أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله. (اللهم انك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنا)

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة

طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك -اللهم انى أسألك العفو والعافية اللهم انى أسألك العفو والعافية اللهم انى أسألك العفو والعافية

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  اللهم ارزقنا حلال طَيب لا شُبْهة فيه امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-{ أو خلقا مما يكبر في صدوركم} ، عن مجاهد: سألت ابن عباس عن ذلك فقال: هو الموت، وعن ابن عمر أنه قال في تفسير هذه الآية لو كنتم موتى لأحييتكم وكذلك قال سعيد بن جبير والحسن وقتادة والضحّاك وغيرهم ، ومعنى ذلك أنكم لو فرضتم أنكم لو صرتم إلى الموت الذي هو ضد الحياة لأحياكم اللّه إذا شاء فإنه لا يمتنع عليه شيء إذا أراده. وقال مجاهد { أو خلقا مما يكبر في صدوركم} يعني السماء والأرض والجبال، وفي رواية: ما شئتم فكونوا فسيعيدكم اللّه بعد موتكم، وقوله تعالى: { فسيقولون من يعيدنا} أي من يعيدنا إذا كنا حجارة أو حديداً أو خلقاً آخر شديداً { قل الذي فطركم أول مرة} أي الذي خلقكم ولم تكونوا شيئاً مذكوراً، ثم صرتم بشراً تنتشرون، فإنه قادر على إعادتكم ولو صرتم إلى أي حال: { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه} الآية، وقوله تعالى: { فسينغضون إليك رءوسهم} . قال ابن عباس وقتادة: يحركونها استهزاءً، والإنغاض هو التحرك من أسفل إلى أعلى، أو من أعلى إلى أسفل، يقال نغضت سنه: إذا تحركت وارتفعت من منبتها. وقال الراجز: ونغضت من هرم أسنانها. وقوله: { ويقولون متى هو} إخبار عنهم بالاستبعاد منهم لوقوع ذلك كما قال تعالى: { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} ، وقال تعالى: { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها} ، وقوله: { قل عسى أن يكون قريبا} أي احذروا ذلك فإنه قريب إليكم سيأتيكم لا محالة، فكل ما هو آت قريب.

تفسير الشيخ الشعراى

1-قوله تعالى: { أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ.. } [الإسراء: 51] أي: هاتوا الأعظم فالأعظم، وتوغّلوا في التحدِّي والبُعْد عن الحياة، فأنا قادر على أنْ أهبَ له الحياة مهما كان بعيداً عن الحياة على إطلاقها.

2-وقوله: { مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ.. } [الإسراء: 51]يكبر: أي يعظُم مِنْ كَبُر يكْبُر. ومنه قوله تعالى:{  كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ }[الكهف: 5] أي:عَظُمت. والمراد: اختاروا شيئاً يعظم استبعادُ أن يكون فيه حياة بعد ذلك، وغاية ما عندهم في بيئتهم الحجارة والحديد، فَهُما أبعد الأشياء عن الحياة، وقد اتفقوا على ذلك فليس في محيط حياتهم ما هو أقسى من الحجارة والحديد. ولكن الحق سبحانه وتعالى ارتقى بهم في فَرْضية الأمر إلى أنْ يختاروا وتجتمع نفوسهم على شيء، يكون أعظمَ استبعاداً من الحجارة والحديد.ونلاحظ في قوله تعالى: { مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ.. } [الإسراء: 51] جاء هذا الشيء مُبْهَماً؛ لأن الشيء العظيم الذي يعظُم عن الحجارة والحديد استبعاداً عن أصل الحياة مختلفٌ فيه، فإن اتفقوا في أمر الحجارة والحديد فقد اختلفوا في الأشياء الأخرى، فجاءت الآية مُبْهمة ليشيع المعنى في نفس كُلّ واحد كل على حَسْب ما يرى.بدليل أنهم حينما سألوا الإمام علياً ـ رضي الله عنه، وكرّم الله وجهه ـ عن أقوى الأجناس في الكون، وقد علموا عن الإمام عليّ سرعة البديهة والتمرُّس في الفُتْيَا، فأرادوا اختباره بهذا السؤال الذي يحتاج في الإجابة عليه إلى استقصاء لأجناس الكون وطبيعة كل منها.دخل عليهم الإمام علي وهم مختلفون في هذه المسألة، منهم من يقول: الحديد أقوى. ومنهم من يقول: بل الحجارة. وآخر يقول: بل الماء، فأفتاهم الإمام في هذه القضية، وانظر إلى دِقّة الإفتاء واستيعاب العلم، فلم يَقُل: أقوى جنود الله كذا وكذا ثم يكمل كما اتفق له ويذكر ما يخطر بباله، لا بل حصرها أولاً، فقال: أشد جنود الله عشرة.فالمسألة ليست ارتجالية، بل مسألة مدروسة لديه مُسْتَحضرة في ذِهْنه، مُرتَّبة في تفكيره، فبسط الإمام لمستمعيه يده وفَردَ أصابعه، وأخذ يعدّ هذه العشرة، وكأنه المعلم الذي استحضر درسه وأعدَّه جيداً.قال: ” أشد جنود الله عشرة، الجبال الرواسي، والحديد يقطع الجبال، والنار تذيب الحديد، والماء يطفئ النار، والسحاب المسخّر بين السماء والأرض يحمل الماء، والريح يقطع السحاب، وابن آدم يغلب الريح يستتر بالثوب أو بالشيء ويمضي لحاجته، والسكر يغلب ابن آدم، والنوم يغلب السكر، والهم يغلب النوم، فأشد جنود الله في الكون الهم “.فهذه الأجناس هي المراد بقوله تعالى: { أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ.. } [الإسراء: 51] فاختاروا أيّاً من هذه الأجناس، فالله تعالى قادر على إعادتكم وبعثتكم كما كنتم أحياء.

3-ثم يقول تعالى: { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. } [الإسراء: 51]أي: أن الذي خلقكم بدايةً قادرٌ على إعادتكم، بل الإعادة أَهْوَن من الخَلْق بدايةً، ولكن الجواب لا يكون مُقنِعاً إلا إذا كانت النتيجة التي يأتي بها الجواب مُسلّمة. فهل هم مقتنعون بأن الله تعالى فطرهم أوّل مرة؟نعم، هم مؤمنون بهذه الحقيقة رغم كُفْرهم، بدليل قولهم:{  وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ }[الزخرف: 87] فهم مقتنعون بذلك، ولكنهم نقلوا الجدل إلى قضية أخرى فقالوا: مَنْ يُعيدنا؟ فإنْ قلت لهم: الذي فطركم أول مرة. { فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ.. } [الإسراء: 51]معنى يُنغِض رأسه: يهزُّها من أعلى لأسفل، ومن أسفل لأعلى استهزاءً وسخريةً مما تقول، والمتأمل في قوله { فَسَيُنْغِضُونَ } يجده فِعْلاً سيحدث في المستقبل ويقع من مُختارٍ، والمقام مقام جَدلٍ بين الكفار وبين رسول الله صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبه وسلم، وهذه الآية يتلوها رسول الله صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبه وسلم على أسماعهم ويخبر أنه إذا قال لهم: { ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. } [الإسراء: 51] فسينغضون رؤوسهم.فكان في وُسْع هؤلاء أنْ يُكذِّبوا هذا القول، فلا يُنغِضون رؤوسهم لرسول الله صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبه وسلم ويمكرون به في هذه المسألة، ولهم بعد ذلك أنْ يعترضوا على هذا القول ويتهموه، ولكن الحق سبحانه غالبٌ على أمره، فهاهي الآية تُتْلىَ عليهم وتحْتَ سَمْعهم وأبصارهم، ومع ذلك لم يقولوا، مما يدلُّ على غباء الكفار وحُمْق تفكيرهم.وما أشبه هذا الموقف منهم بموقفهم من حادث تحويل القبلة حينما قال الحق سبحانه لنبيه صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبه وسلم:{  قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا.. }[البقرة: 144]ثم أخبره بما سيحدث من الكفار، فقال:{  سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا }[البقرة: 142]وهذا قَوْلٌ اختياريّ في المستقبل، وكان بإمكانهم إذا سمعوا هذه الآية أَلاّّ يقولوا هذا القول ويجدوا بذلك مِأْخَذاً على القرآن، ولكنهم مع هذا قالوا ما حكاه القرآن؛ لأن الحق سبحانه يعلم أنهم سيقولون لا محالة

4-{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ.. } [الإسراء: 51]والاستفهام هنا كسابقه للإنكار والتعجُّب الدالّ على استبعاد البعث بعد الموت، ولاحظ هنا أن السؤال عن الزمن، فقد نقلوا الجدل من إمكانية الحدث على ميعاد الحدث، وهذا تراجعٌ منهم في النقاش، فقد كانوا يقولون: مَنْ يُعيدنا؟ والآن يقولون: متى؟ فيأتي الجواب: { عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً } [الإسراء: 51]عسى: كلمة تفيد الرجاء، والرجاء أمر مُتوقّع يختلف باختلاف الراجي والمرجو منه، فإذا قُلْت مثلاً: عسى فلاناً أنْ يعطيك كذا، فالرجاء هنا بعيد شيئاً ما؛ لأنه رجاء من غيري لك، أما لو قلْت: عسى أنْ أُعطيك كذا، فهي أقرب في الرجاء؛ لأنني أتحدَّث عن نفسي، وثقة الإنسان في نفسه أكثر من ثقته في الآخرين، ومع ذلك قد يتغير رأييِّ فلا أعطيك، أو يأتي وقت الإعطاء فلا أجد ما أعطيه لك.لكن إذا قُلْتَ: عسى الله أن يعطيك فلا شكَّ أنها أقربُ في الرجاء؛ لأنك رجوت الله تعالى الذي لا يُعجِزه شيء في الأرض ولا في السماء. وإنْ كان القائل هو الحق سبحانه وتعالى، فالرجاء منه سبحانه مُحقَّق وواقع لا شكَّ فيه؛ فالرجاء من الغير للغير رتبة، ومن الإنسان لغيره رتبة، ومن الله تعالى للغير رتبة.وقد شرح لنا الرسول صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبه وسلم مسألة القرب فقال: ” بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين ” وأشار بالسَّبابة والوسطى؛ لأنه ليس بعده رسول، فهو والقيامة متجاوران لا فاصلَ بينهما، كما أننا نقول: كُلُّ آتٍ قريب، فالأمر الآتي مستقبلاً قريب؛ لأنه قادم لا محالةَ.ثم يقول الحق سبحانه: { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

إدغام بغنة:أَنْ يَكُونَ

مد منفصل: عَسَىٰ أَنْ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين