بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم
تفسير اليوم الاية 106
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
أسباب نزول الاية:
قوله عز وجل: { مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ…} الآية. [106].
قال ابن عباس: نزلت في عمَّار بن يَاسِر، وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسراً، وأمه سمية، وصُهَيْباً، وبلالاً، وخَبَّاباً، وسالماً – [فعذبوهم] فأما سُمَيَّة فإِنها ربطت بين بعيرين ووُجِئَ قُبُلُهَا بحربة، وقيل لها: إِنك أسلمت من أجل الرجال. فقتلت، وقتل زوجها ياسر، وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام. وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم بأن عماراً كفرن فقال: كلا إن عماراً ملىء إيماناً من قَرْنه إلى قدمه، واختلط الإيمانُ بلحمه ودمه! فأتى عمار رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم وهو يبكي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم يمسح عينيه ويقول: “إنْ عادوا لك فعُدْ لهم بما قلت”! فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال مجاهد: نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا، فكتب إليهم المسلمون بالمدينة: أن هاجروا، فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا. فخرجوا يريدون المدينة، فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم مُكْرَهين. وفيهم نزلت هذه الآية.
تتحدث الايات عن:
– روي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر حين عذبه المشركون حتى يكفر بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، فوافقهم على ذلك مكرهاً، وجاء معتذراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم فأنزل اللّه هذه الأية. وقال ابن جرير: أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه، حتى قاربهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم : (كيف تجد قلبك؟) قال: مطمئناً بالإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم : (إن عادوا فعد)، وفيه أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، وذكر آلهتهم بخير، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم فقال: (كيف تجد قلبك؟) قال: مطمئناً بالإيمان، فقال: (إن عادوا فعد)، وفي ذلك أنزل اللّه: { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} ، ولهذا اتفق العلماء على أن المكره على الكفر يجوز له أن يوالي إبقاء لمهجته، ويجوز له أن يأبى كما كان بلال رضي اللّه عنه يأبى عليهم ذلك وهم يفعلون به الأفاعيل، حتى إنهم ليضعون الصخرة العظيمة على صدره في شدة الحر ويأمرونه بالشرك باللّه فيأبى عليهم وهو يقول: أَحد، أَحد، ويقول: واللّه لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها، رضي اللّه عنه وأرضاه
-ما هى الحياة الطيبة :رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم قال: (قد أفلح من أسلم، ورزق كفافاً، وقنعه اللّه بما آتاه) يارب يارب يارب اسلمنا لك فلك الحمد على هذة النعمة ورزقتنا فلك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فية فقنعنا بما اتيتنا يارب يارب يارب
– أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله. (اللهم انك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنا)
-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين
–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك -اللهم انى أسألك العفو والعافية اللهم انى أسألك العفو والعافية اللهم انى أسألك العفو والعافية
-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين
– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى اللهم ارزقنا حلال طَيب لا شُبْهة فيه امين امين امين يارب العالمين
-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك
تفسير ابن كثير
1-أخبر تعالى عمن كفر به بعد الإيمان والتبصر وشرح صدره بالكفر، واطمأن به، أنه قد غضب عليه لعلمهم بالإيمان ثم عدولهم عنه، وأن لهم عذاباً عظيماً في الدار الآخرة، لأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة، فأقدموا على ما أقدموا عليه من الردة لأجل الدنيا، ولم يهد اللّه قلوبهم ويثبتهم على الدين الحق، فطبع على قلوبهم، فهم لا يعقلون بها شيئاً ينفعهم، وختم على سمعهم وأبصارهم فلا ينتفعون بها، فهم غافلون عما يراد بهم، { لا جرم} أي لا بد ولا عجب أن من هذه صفته، { أنهم في الآخرة هم الخاسرون} أي الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة – وأما قوله: { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} فهو استثناء ممن كفر بلسانه ووافق المشركين بلفظه مكرهاً لما ناله من ضرب وأذى وقلبه يأبى ما يقول، وهو مطمئن بالإيمان باللّه ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم وقد روي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر حين عذبه المشركون حتى يكفر بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، فوافقهم على ذلك مكرهاً، وجاء معتذراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم فأنزل اللّه هذه الأية. وقال ابن جرير: أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه، حتى قاربهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم : (كيف تجد قلبك؟) قال: مطمئناً بالإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم : (إن عادوا فعد)، وفيه أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، وذكر آلهتهم بخير، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم فقال: (كيف تجد قلبك؟) قال: مطمئناً بالإيمان، فقال: (إن عادوا فعد)، وفي ذلك أنزل اللّه: { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} ، ولهذا اتفق العلماء على أن المكره على الكفر يجوز له أن يوالي إبقاء لمهجته، ويجوز له أن يأبى كما كان بلال رضي اللّه عنه يأبى عليهم ذلك وهم يفعلون به الأفاعيل، حتى إنهم ليضعون الصخرة العظيمة على صدره في شدة الحر ويأمرونه بالشرك باللّه فيأبى عليهم وهو يقول: أَحد، أَحد، ويقول: واللّه لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها، رضي اللّه عنه وأرضاه. وكذلك حبيب بن زيد الأنصاري لما قال له مسيلمة الكذاب: أتشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول اللّه؟ فيقول: نعم، فيقول: أتشهد أني رسول اللّه؟ فيقول: لا أسمع، فلم يزل يقطعه إرباً إرباً وهو ثابت على ذلك. والأفضل والأولى أن يثبت المسلم على دينه ولو أفضى إلى قتله؛ كما ذكر الحافظ في ترجمة عبداللّه بن حذافة السهمي أحد الصحابة أنه أسرته الروم فجاءوا به إلى ملكهم فقال له: تَنَصَّر وأنا أشركك في ملكي وأزوجك ابنتي، فقال له: لو أعطتني جميع ما تملك وجميع ما تملكه العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم طرفة عين ما فعلت، فقال: إذاً أقتلك، فقال: أنت وذاك، قال: فأمر به فصلب، وأمر الرماة فرموه قريباً من يديه ورجليه، وهو يعرض عليه دين النصرانية فيأبى، ثم أمر به فأنزل، ثم أمر بقدر من نحاس، فأحميت وجاء بأسير من المسلمين، فألقاه وهو ينظر، فإذا هو عظام تلوح، وعرض عليه فأبى، فأمر به أن يلقى فيها فرفع في البكرة ليلقى فيها، فبكى، فطمع فيه ودعاه، فقال: إني إنما بكيت لأن نفسي إنما هي نفس واحدة تلقى في هذه القدر الساعة في اللّه، فأحببت أن يكون لي بعدد كل شعرة في جسدي نفس تعذب هذا العذاب في اللّه. وفي بعض الروايات: أنه سجنه ومنع منه الطعام والشراب أياماً، ثم أرسل إليه بخمر ولحم خنزير، فلم يقربه، ثم استدعاه فقال: ما منعك أن تأكل؟ فقال: أما إنه قد حل لي، ولكن لم أكن لأشمتك بي، فقال له الملك: فقبّلْ رأسي، وأنا أطلقك، فقال: وتطلق معي جميع أسارى المسلمين، قال: نعم، فقبّل رأسه، فأطلقه، وأطلق معه جميع أسارى المسلمين عنده، فلما رجع قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: حق على كل مسلم أن يقبّل رأس عبد اللّه بن حذافة وأنا أبدأ، فقام فقبل رأسه رضي اللّه عنهما.
تفسير الشيخ الشعراوى
1-الحق سبحانه وتعالى سبق وأنْ تحدث عن حكم المؤمنين وحكم الكافرين، ثم تحدّث عن الذين يخلفون العهد ولا يُوفون به، ثم تحدث عن الذين افترَوْا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم والذين كذَّبوا بآيات الله، وهذه كلها قضايا إيمانية كان لا بُدَّ أنْ تُثار.وفي هذه الآية الكريمة يوضح لنا الحق سبحانه وتعالى أن الإيمان ليس مجرد أن تقول: لا إله إلا الله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله. فالقول وحده لا يكفي ولا بُدَّ وأنْ تشهدَ بذلك، ومعنى تشهد أنْ يُواطِيء القلب واللسان كل منهما الآخر في هذه المقولة.والمتأمل لهذه القضية يجد أن القسمة المنطقية تقتضي أن يكون لدينا أربع حالات:
الأولى: أنْ يُواطِيءَ القلب اللسان إيجاباً بالإيمان؛ ولذلك نقول: إن المؤمن منطقيّ في إيمانه؛ لأنه يقول ما يُضمره قلبه.
الثانية: أنْ يُواطِيءَ القلب اللسان سلباً أي: بالكفر، وكذلك الكافر منطقي في كفره بالمعنى السابق.
الثالثة: أنْ يؤمن بلسانه ويُضمِرَ الكفر في قلبه، وهذه حالة المنافق، وهو غير منطقي في إيمانه حيث أظهر خلاف ما يبطن ليستفيد من مزايا الإيمان.
الرابعة: أن يؤمن بقلبه، وينطق كلمة الكفر بلسانه.
وهذه الحالة الرابعة هي المرادة في هذه الآية. فالحق تبارك وتعالى يعطينا هنا تفصيلاً لمن كفر بعد إيمان، وما سبب هذا الكفر؟ وما جزاؤه؟
2-قوله:{ مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ.. } [النحل: 106].هذه جملة الشرط تأخَّر جوابها إلى آخر الآية الكريمة، لنقف أولاً على تفصيل هذا الكفر، فإما أن يكون عن إكراه لا دَخْلَ للإنسان فيه، فيُجبر على كلمة الكفر، في حين قلبه مطمئن بالإيمان.
3-{ مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ.. } [النحل: 106].ثم سكت عنه القرآن الكريم ليدلّنا على أنه لا شيءَ عليه، ولا بأسَ أن يأخذ المؤمن بالتقية، وهي رخصة تقي الإنسان موارد الهلاك في مثل هذه الأحوال.وفي تاريخ الإسلام نماذج متعددة أخذت بهذه الرخصة، ونطقتْ كلمة الكفر وهي مطمئنة بالإيمان.وفي الحديث الشريف ” رفع عن أمتي: الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه “. ويذكر التاريخ أن ياسر أبا عمار وزوجه سُمية أول شهيدين في الإسلام، فكيف استشهدا؟ كانا من المسلمين الأوائل، وتعرّضوا لكثير من التعذيب حتى عرض عليهم الكفار النطق بكلمة مقابل العفو عنهما، فماذا حدث من هذين الشهيدين؟ صَدَعا بالحق وأصرَّا على الإيمان حتى نالا الشهادة في سبيل الله ولم يأخذا برخصة التقيةوكان ولدهما عمار أول مَنْ أخذ بها حينما تعرّض لتعذيب المشركين وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم أن عمار بن ياسر كفر، فأنكر صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم هذا، وقال: ” إن إيمان عمار من مفرق رأسه إلى قدمه، وإن الإيمان في عمار قد اختلط بلحمه ودمه “. فلما جاء عمار أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم وهو يبكي، ثم قص عليه ما تعرَّض له من أذى المشركين، وقال: والله يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ما خلَّصني من أيديهم إلا أنِّي تناولتك وذكرت آلهتهم بخير، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم إلا أن مسح دموع عمار بيده الشريفة وقال له ” إنْ عادوا إليك فَقُلْ لهم ما قلت “. وقد أثارت هذه الرخصة غضب بعض الصحابة، فراجعوا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم وقالوا: فما بال بلال؟ فقال: ” عمار استعمل رخصة، وبلال صدع بالحق “. ولا شكَّ أن هاتين منزلتان في مواجهة الباطل وأهله، وأن الصَّدْعَ بالحق والصبر على البلاء أعْلَى منزلةً، وأَسْمَى درجة من الأَخْذ بالرخصة؛ لأن الأول آمن بقلبه ولسانه، والآخر آمن بقلبه فقط ونطق لسانه الكفر.لذلك، ” ففي حركة الردة حاول مسيلمة الكذاب أن يطوف بالقبائل لينتزع منهم شهادة بصدق نُبوّته، فقال لرجل: ما تقول في محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ؟ قال: رسُول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، قال: فما تقول فَّي؟ فقال الرجل في لباقة: وأنت كذلك، يعني أخرج نفسه من هذا المأزق دون أن يعترف صراحة بنبوة هذا الكذاب. فقابل آخر وسأله: ما تقول في محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، قال: وما تقول فَّي؟ فقال الرجل متهكماً: اجهر لأني أصبحت أصمَّ الآن، وأنكر على مسيلمة ما يدعيه فكان جزاؤه القتل. فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم خبرهما قال: ” أحدهما استعمل الرخصة، والآخر صدع بالحق “.
4-وقد تحدَّث العلماء عن الإكراه في قوله تعالى:{ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ.. } [النحل: 106].وأوضحوا وجوه الإكراه وحكم كل منها، على النحو التالي:
ـ إذا أكره الإنسان على أمر ذاتيٍّ فيه. كأن قيل له: اشرب الخمر وإلاَّ قتلتُك أو عذبتُك قالوا: يجب عليه في هذه الحالة أنْ يشربها وينجو بنفسه؛ لأنه أمر يتعلق به، ومن الناس مَنْ يعصون الله بشربها. فإنْ قيل له: اكفر بالله وإلاَّ قتلتُك أو عذبتُك، قالوا: هو مُخيَّر بين أن يأخذ بالتقيّة هنا، ويستخدم الرخصة التي شرعها الله له، أو يصدع بالحق ويصمد.
ـ أما إذا تعلّق الإكراه بحقٍّ من حقوق الغير، كأنْ قيل لك: اقتل فلاناً وإلا قتلتك، ففي هذه الحالة لا يجوز لك قَتْله؛ لأنك لو قتلتهُ لقُتِلْت قِصَاصاً، فما الفائدة إذن؟.
5-وبعد أن تحدّث الحق تبارك وتعالى عن حكم مَنْ أكرهَ وقلبه مطمئن بالإيمان، يتحدث عن النوع الآخر:{ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً.. } [النحل: 106].أي: نطق كلمة الكفر راضياً بها، بل سعيدة بها نفسه، مُنْشرِحاً بها صدره، وهذا النوع هو المقصود في جواب الشرط.{فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [النحل: 106].فإنْ كانت الآيات قد سكتت عَمَّنْ أُكرهَ، ولم تجعل له عقوبة لأنه مكره، فقد بيَّنت أن من شرح بالكفر صدراً عليه غضب من الله أي: في الدنيا. ولهم عذاب عظيم أي: في الآخرة.وكما رأينا في تاريخ الإسلام نماذج للنوع الأول الذي أُكْرِه وقلبه مطمئن بالإيمان، كذلك رأينا نماذج لمن شرح بالكفر صَدْراً، وهم المنافقون، ومنهم مَنْ أسلم بعد ذلك وحَسُن إسلامه، ومنهم عبد الله ابن سعد بن أبي السرح من عامر بن لؤي.ثم يقول الحق سبحانه: { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسْتَحَبُّواْ.. }.
جزء تعليم القراءة والتلاوة
– مد صلة كبرى: إِيمَانِهِ إِلَّا
-مد صلة صغرى: وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
-إقلاب: مِنْ بَعْدِ – مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ
-إدغام بغنة: غَضَبٌ مِنَ
إظهار: عَذَابٌ عَظِيمٌ
رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين