لا تفوتوا صيام الدهر:الايام البيض لشهر ربيع الاول

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

نذكركم لا تفوتوا صيام الدهر فصيام ثلاثة ايام من كل شهر كصيام الدهـــــــــــــر وهو سنة عن النبى صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم قال : ( صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر ، وأيام البيض : صبيحة ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة )

لذا نذكركم بصيام الجمعة والسبت والاحد (13-14-15) الايام البيض بأذن الله تعالى لمن يستطيع واذا لم تستطيعوا فبلغوا غيركم عسى يصوم اى انسان بسببكم وتاخذوا الاجر والثواب بأذن الله تعالى

تقربا لله عز وجل عسى الله عز وجل يتقبل منا ومنكم أمين أمين أمين يارب العالمين 

الاحاديث فى صيام ثلاثة ايام من كل شهر والترغيب بها:

https://islamqa.info/ar/answers/69781/%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%86%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%85-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86-%D9%83%D9%84-%D8%B4%D9%87%D8%B1

رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ

اللهم أنى أستودعك أن اكون من ال بيت النبى صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم  أمين أمين أمين يا رب العالميين

لا تنسوا أخواتى وأخوانى قيام الليــل ولو بركعات بسيطة وكثرة التسبيح والذكر وقول لا إلة إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالميين ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وكثرة الاستغفار

أستودعكم الدعاء لى بأن يرزقنى  الله عز وجل صحبـــــة صالحــــــة فى الدنيا والاخرة تدلنى علية وجميع المسلميين أمين أمين أمين

اللهم أنى أسألك حسن الظن بك وصدق التوكل عليك أمين أمين أمين يارب العالمين

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية

تصــدقوا وتعــــاملوا مع بعضكم بالحسنــى واكثروا من الاستغفار يرحمكم الله عز وجل

اللهم اجعلنا ممن تحبهم ومن الذين تتول امرهم فى الدنيا والاخرة اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا اليك يا ارحم الراحميين

اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنيين والمؤمنات والمسلميين والمسلمات  الاحياء منهم والاموات امين امين امين يا رب العالميين

اللهم نستودعك الحج  والعمرة دائما ابدا امين امين امين يا رب العالميين

اللهم أنى أستودعك أن اكون من ال بيت النبى صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم  أمين أمين أمين يا رب العالميين

اللهم استودعك أن أعيش وأموت فى مكة والمدينة المنورة ويصلى على عدد لا يحصى من الملائكة  وعدد لا يحصى من  جنودك وعدد لا يحصى من المؤمنات وعدد لا يحصى من المؤمنين و عدد لا يحصى من المسلمات و عدد لا يحصى من المسلمين وادفن فى المدينة المنورة عند الرسول علية الصلاة والسلام وعلى اله وصحبة وسلم امين امين امين

اللهم أرزقنى بقلب سليم مثل قلب سيدنا إبراهيم علية الصلاة والسلام اللهم ارزقنى بجمال سيدنا يوسف علية السلام وصبر سيدنا أيوب علية السلام ودعوة سيدنا ذا النون علية السلام وعفة السيدة مريم عليها السلام ومكانة سيدنا أدريس علية السلام وتسبيح سيدنا داود علية السلام وتربية سيدنا موسى علية السلام فقلت فية اصطنعتك بنفسى ولتصنع على عينى وألقى على محبة منك كما القيتها على سيدنا موسى علية السلام وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى دعوة سيدنا سليمان علية السلام وعلمنى كما علمت سيدنا أدم علية السلام وزدنى علما وفهمنى كما فهمت سيدنا سليمان علية السلام اللهم ارزقنى برعايتك كما راعيت اصحاب الكهف وهب لى من لدنك رحمة وهيىء لى من امرى رشدا اللهم اربط على قلبى كما ربطت على قلب ام سيدنا موسى علية السلام وقر عينى كما قريت عين السيدة مريم عليها السلام وانزلنى منزلا مباركا وانت خير المنزلين وادخلنى مدخل صدق واخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا وأرزقنى أخلاق سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم فقلت فية انك لعلى خلق عظيم أمين أمين أمين اللهم استودعك أن أعيش وأموت فى المدينة المنورة ويصلى على عدد لايحصى من الملائكة وعدد لا يحصى من جنودك وعدد لا يحصى من المؤمنات وعدد لا يحصى من المؤمنين وعدد لا يحصى من المسلمات وعدد لا يحصى من من المسلمين وادفن فى المدينة المنورة عند الرسول علية الصلاة والسلام أمين أمين أمين رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وأرزقنى الزوج الصالح واجعلة قرة عين لى واجعلنى قرة عين لة وأرزقة حبى وأرزقنى حبة وهب لنا الذرية الصالحة تكون قرة عين لنا واجعلنا مقيمين الصلاة ومن ذريتنا ربنا وتقبل دعاء عاجلا غير أجل أمين أمين أمين يا رب العالمين 

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِي ۚ رَ‌بَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ  رَ‌بَّنَا اغْفِرْ‌ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

اللهم اهدينا في من هديت وتولنا في من توليت

لبيـــك اللــــهم لبيـــــك لبيـــــك لا شريك لك لبيــــــــك ان الحمـــــــد والنعمــــــة لك والمـــــلك لا شريك لك

لبيـــك اللــــهم لبيـــــك لبيـــــك لا شريك لك لبيــــــــك ان الحمـــــــد والنعمــــــة لك والمـــــلك لا شريك لك

لبيـــك اللــــهم لبيـــــك لبيـــــك لا شريك لك لبيــــــــك ان الحمـــــــد والنعمــــــة لك والمـــــلك لا شريك لك

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير سورة النحل الاية 40

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 40

إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ

تتحدث الايات عن:

-أخبر تعالى عن قدرته على ما يشاء وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، والمعاد من ذلك إذا أراد كونه فإنما يأمر به مرة واحدة

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-أخبر تعالى عن قدرته على ما يشاء وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، والمعاد من ذلك إذا أراد كونه فإنما يأمر به مرة واحدة، فيكون كما يشاء كقوله { وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} ، وقال: { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} ، وقال في هذه الآية الكريمة: { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} أي أنه تعالى لا يحتاج إلى تأكيد فيما يأمر به فإنه تعالى لا يمانع، ولا يخالف، لأنه الواحد القهار، العظيم الذي قهر سلطانه وجبروته وعزته كل شيء فلا إله إلا هو ولا رب سواه.

تفسير الشيخ الشعراوى

1-إذن: أمر البعث ليس علاجاً لجزئيات كل شخص وضمِّ أجزائه وتسويته من آدم حتى قيام الساعة، بل المسألة منضبطة تماماً مع الأمر الإلهي (كُنْ).وبمجرد صدوره، ودون حاجة لوقت ومُزاولة يكون الجميع ماثلاً طائعاً، كل واحد منتظرٌ دوره، منتظر الإشارة؛ ولذلك جاء في الخبر: ” أمور يبديها ولا يبتديها “.فالأمر يتوقف على الإذن: اظهر يظهر.ومثال ذلك ولله المثل الأعلى من يعد القنبلة الزمنية مثلاً، ويضبطها على وقت معين.. تظل القنبلة هذه إلى وقت الانفجار الذي وُضِع فيها، ثم تنفجر دون تدخُّل من صناعها.. مجرد الإذن لها بالانفجار تنفجر.وحتى كلمة (كُنْ) نفسها تحتاج لزمن، ولكن ليس هناك أقرب منها في الإذن.. وإن كان الأمر في حقِّه تعالى لا يحتاج إلى كُنْ ولا غيره.ثم يقول الحق سبحانه: { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-مد منفصل: إِذَا أَرَدْنَاهُ

-إظهار:لِشَيْءٍ إِذَا

-إدغام بغنة:أَنْ نَقُولَ

-مد صلة صغرى:لَهُ كُنْ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 39

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 39

لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ

تتحدث الايات عن:

-قوله تعالى { ليبين لهم} أي ليظهر لهم. { الذي يختلفون فيه} أي من أمر البعث. { وليعلم الذين كفروا} بالبعث وأقسموا عليه { أنهم كانوا كاذبين} وقيل : المعنى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ليبين لهم الذي يختلفون فيه، والذي اختلف فيه المشركون والمسلمون أمور : منها البعث، ومنها عبادة الأصنام، ومنها إقرار قوم بأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم حق ولكن منعهم من اتباعه التقليد؛ كأبي طالب.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-{ ليبين لهم} أي للناس، { الذي يختلفون فيه} أي من كل شيء، { وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين} أي في أيمانهم وأقسامهم لا يبعث اللّه من يموت.

تفسير الشيخ الشعراوى

1-فمعنى قوله تعالى:{ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ.. } [النحل: 39]. أي: من أمر البعث؛ لأن القضية لا تستقيم بدون البعث والجزاء؛ ولذلك كنت في جدالي للشيوعيين أقول لهم: لقد أدركتم رأسماليين شرسين ومفترين، شربوا دم الناس وعملوا كذا وكذا.. فماذا فعلتُم بهم؟ يقولون: فعلنا بهم كيت وكيت، فقلت: ومن قبل وجود الشيوعية سنة 1917، ألم يكن هناك ظلمة مثل هؤلاء؟ قالوا: بلى.قلت: إذن من مصلحتكم أن يوجد بعث وحساب وعقاب لا يفلت منه هؤلاء الذين سبقوكم، ولم تستطيعوا تعذيبهم.

2-ثم يأتي فَصْل الخطاب في قوله تعالى:{ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ } [النحل: 39]. أي: كاذبين في قولهم:{  لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ }[النحل: 38].وذلك علم يقين ومعاينة، ولكن بعد فوات الأوان، فالوقت وقت حساب وجزاء لا ينفع فيه الاعتراف ولا يُجدي التصديق، فالآن يعترفون بأنهم كانوا كاذبين في قَسَمهم لا يبعث الله مَنْ يموت وبالغوا في الأَيمان وأكَّدوهاولذلك يقول تعالى عنهم في آية أخرى{  وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ } [الواقعة: 46].ثم يقول الحق سبحانه: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

مد منفصل: كَفَرُوا أَنَّهُمْ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 38

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 38

وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

أسباب نزول الاية

قوله عز وجل: { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ} الآية. [38].
قال الربيع بن أنس، عن أبي العالية:
كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين، فأتاه يتقاضاه، فكان فيما تكلم به: والذي أرجوه بعد الموت، فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك تُبعث بعد الموت، فأقسمُ بالله لا يبعث اللهَ مَن يموت، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

تتحدث الايات عن:

-قوله تعالى { وأقسموا بالله جهد أيمانهم} هذا تعجيب من صنعهم، إذ أقسموا بالله وبالغوا في تغليظ اليمين بأن الله لا يبعث من يموت. ووجه التعجيب أنهم يظهرون تعظيم الله فيقسمون به ثم يعجزونه عن بعث الأموات.

-{ بلى} هذا رد عليهم؛ أي بلى ليبعثنهم. { وعدا عليه حقا}؛ لأن قوله { يبعثهم} يدل على الوعد، أي وعد البعث وعدا حقا. { ولكن أكثر الناس لا يعلمون} أنهم مبعوثون. وفي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم (قال الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). وقد تقدم.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-يقول تعالى مخبرا عن المشركين أنهم حلفوا فأقسموا باللّه { جهد أيمانهم} أي اجتهدوا في الحلف وغلظوا الأيمان أنه لا يبعث اللّه من يموت، أي استبعدوا ذلك وكذبوا الرسل في إخبارهم لهم بذلك، وحلفوا على نقيضه. فقال تعالى مكذبا لهم ورادا عليهم: { بلى} أي بلى سيكون ذلك، { وعدا عليه حقا} أي لا بد منه، { ولكن أكثر الناس لا يعلمون} أي فلجهلهم يخالفون الرسل ويقعون في الكفر

تفسير الشيخ الشعراوى

1-{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ… } [النحل: 38].سبحان الله!! كيف تُقسِمون بالله وأنتم لا تؤمنون به؟! وما مدلول كلمة الله عندكم؟.. هذه علامة غباء عند الكفار ودليل على أن موضوع الإيمان غير واضح في عقولهم؛ لأن كلمة الله نفسها دليلٌ على الإيمان به سبحانه، ولا توجد الكلمة في اللغة إلا بعد وجود ما تدل عليه أولاً.. فالتلفزيون مثلاً قبل أن يوجد لم يكن له اسم، ثم بعد أن وُجد أوجدوا له اسماً.أذن: توجد المعاني أولاً، ثم توضع للمعاني أسماء، فإذا رأيت اسماً يكون معناه قبله أم بعده؟ يكون قبله.. فإذا قالوا: الله غير موجود نقول لهم: كذبتم؛ لأن كلمة الله لفظ موجود في اللغة، ولا بُدَّ أن لها معنىً سبق وجودها.إذن: فالإيمان سابقٌ للكفر.. وجاء الكفر منطقياً؛ لأن معنى الكفر: السَّتْر.. والسؤال إذن: ماذا ستر؟ ستر الإيمان، ولا يستر إلا موجوداً، وبذلك نقول: إن الكفر دليل على الإيمان.

2-{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [النحل: 38]أي مبالغين في اليمين مُؤكّدينه وما أقربَ غباءَهم هنا بما قالوه في آية أخرى:{  ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }[الأنفال: 32].فليس هذا بكلام العقلاء. وكان ما أقسموا عليه بالله أنه:{ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ} [النحل: 38].وهذا إنكار للبعث، كما سبق وأنْ قالوا:{  قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ }[المؤمنون: 82].فيرد عليهم الحق سبحانه { بَلَىٰ }.وهي أداة لنفي السابق عليها، وأهل اللغة يقولون: نفي النفي إثبات، إذاً ” بلى ” تنفي النفي قبلها وهو قولهم:{ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ… } [النحل: 38].فيكون المعنى: بل يبعث الله مَنْ يموت.

3-{ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً… } [النحل: 38].والوَعْد هو الإخبار بشيء لم يأْتِ زمنه بعد، فإذا جاء وَعْدٌ بحدَث يأتي بَعْد ننظر فيمَنْ وعد: أقادرٌ على إيجاد ما وعد به؟ أم غير قادر؟فإن كان غيرَ قادر على إنفاذ ما وعد به لأنه لا يضمن جميع الأسباب التي تعينه على إنفاذ وعده، قُلْنا له قُلْ: إنْ شاء الله.. حتى إذا جاء موعد التنفيذ فلم تَفِ بوعدك التمسْنا لك عُذْراً، وحتى لا تُوصف ساعتها بالكذب، فقد نسبتَ الأمر إلى مشيئة الله والحق تبارك وتعالى لا يمنعنا أن نُخطِّط للمستقبل ونعمل كذا ونبني كذا.. خَطِّط كما تحب، واعْدُدْ للمستقبل عِدَته، لكن أردف هذا بقولك: إنْ شاء الله؛ لأنك لا تملك جميع الأسباب التي تمكِّن من عمل ما تريد مستقبلاً، وقد قال الحق تبارك وتعالى:{  وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ… }[الكهف: 23-24] ونضرب لذلك مثلاً: هَبْ أنك أردتَ أن تذهب غداً إلى فلان لتكلمه في أمر ما.. هل ضمنت لنفسك أن تعيش لغد؟ وهل ضمنت أن هذا الشخص سيكون موجوداً غداً؟ وهل ضمنتَ ألا يتغير الداعي الذي تريده؟ وربما توفرت لك هذه الظروف كلها، وعند الذهاب أَلَمَّ بك عائق منعك من الذهاب. إذن: يجب أن نُردف العمل في المستقبل بقولنا: إن شاء الله.أما إذا كان الوعد من الله تعالى فهو قادر سبحانه على إنفاذ ما يَعِد به؛ لأنه لا قوة تستطيع أن تقفَ أمام مُراده، ولا شيءَ يُعجزه في الأرض ولا في السماء، كان الوعد منه سبحانه (حقاً) أنْ يُوفّيه.

4-ثم يقول الحق سبحانه:{ وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [النحل: 38].أي: لا يعلمون أن الله قادر على البعث، كما قال تعالى:{  وَقَالُوۤاْ أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}[السجدة: 10] وقال:{  وَقَالُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً }[الإسراء: 49]فقد استبعد الكفار أمر البعث؛ لأنهم لا يتصورون كيف يبعث الله الخلْق من لَدُن آدم ـ عليه السلام ـ حتى تقوم الساعة.. ولكن لِمَ تستبعدون ذلك؟ وقد قال تعالى:{  مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ… }[لقمان: 28].فالأمر ليس مزاولة يجمع الله سبحانه بها جزئيات البشر كل على حدة.. لا.. ليس في الأمر مزاولة أو معالجة تستغرق وقتاً.{  إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }[يس: 82].ونضرب لذلك مثلاً ـ ولله المثل الأعلى ـ فنحن نرى مثل هذه الأوامر في عالم البشر عندما يأتي المعلّم أو المدرب الذي يُدرِّب الجنود نراه يعلِّم ويُدرِّب أولاً، ثم إذا ما أراد تطبيق هذه الأوامر فإنه يقف أمام الجنود جميعاً وبكلمة واحدة يقولها يمتثل الجميع، ويقفون على الهيئة المطلوبة، هل أمسك المدرب بكل جندي وأوقفه كما يريد؟! لا.. بل بكلمة واحدة تَمَّ له ما يريد.وكأن انضباط المأمور وطاعته للأمر هو الأصل، كذلك كل الجزئيات في الكون منضبطة لأمره سبحانه وتعالى.. هي كلمة واحدة بها يتم كل شيء.. فليس في الأمر مُعَالجة، لأن المعالجة أنْ يُباشر الفاعل بجزئيات قدرته جزئيات الكائن، وليس البعث هكذا.. بل بالأمر الانضباطي: كن.ولذلك يقول تعالى:{ وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [النحل: 38].نقول: الحمد لله أن هناك قليلاً من الناس يعلمون أمر البعث ويؤمنون به.ثم يقول الحق سبحانه: { لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-إدغام بغنة:مَنْ يَمُوتُ

إظهار:وَعْدًا عَلَيْهِ

إدغام كامل:حَقًّا وَلَٰكِنَّ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 37

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 37

إِنْ تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ

تتحدث الايات عن:

-لا يهدي الله مَن اختار لنفسه الضلال، بل سيُعذِّبه عذاباً لا يجد مَنْ ينصُره فيه.-اللهم اهدينا فيمن هديت وتولنا فيمن تولت أمين أمين أمين يارب العالمين

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-أخبر اللّه تعالى رسوله صلى اللّه عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم أن حرصه على هدايتهم لا ينفعهم، إذا كان اللّه قد أراد إضلالهم، كقوله تعالى: { ومن يرد اللّه فتنته فلن تملك له من اللّه شيئا} ، وقال نوح لقومه: { ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم أن كان اللّه يريد أن يغويكم} ، وقال في هذه الآية الكريمة: { إن تحرص على هداهم فإن اللّه لا يهدي من يضل} . كما قال اللّه: { من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طيغانهم يعمهون} ، وقوله: { فإن اللّه} أي شأنه وأمره، { لا يهدي من يضل} أي من أضله، فمن ذا الذي يهديه من بعد اللّه؟ أي لا أحد { وما لهم من ناصرين} أي ينقذونه من عذابه ووثاقه { ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه رب العالمين}

تفسير الشيخ الشعراوى

1-يُسلِّي الحق تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وعل اله وصحبة وسلم، ويثبت له حِرْصَه على أمته، وأنه يُحمِّل نفسه في سبيل هدايتهم فوق ما حَمَّله الله، كما قال له في آية أخرى:{  لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }[الشعراء: 3].ويقول تعالى:{  لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }[التوبة: 128].

2-ثم بعد ذلك يقطع الحق سبحانه الأمل أمام المكذبين المعاندين، فيقول تعالى:{ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ… } [النحل: 37].أي: لا يضل إلا مَنْ لم يقبل الإيمان به فَيَدعُه إلى كفره، بل ويطمس على قلبه غيْر مأسُوف عليه، فهذه إرادته، وقد أجابه الله إلى ما يريد.

3-{ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ…. } [النحل: 37].إذن: المسألة ليستْ مجرد عدم الهداية، بل هناك معركة لا يجدون لهم فيها ناصراً أو معيناً يُخلِّصهم منها، كما قال تعالى:{  فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ }[الشعراء: 100-101].إذن: لا يهدي الله مَن اختار لنفسه الضلال، بل سيُعذِّبه عذاباً لا يجد مَنْ ينصُره فيه.ثم يقول الحق سبحانه عنهم: { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 36

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 36

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

تتحدث الايات عن:

-تأتي الهداية بمعنيين: بمعنى الدلالة والإرشاد وبمعنى المعونة وشَرْح الصدر للإيمان كما في قوله تعالى:{  وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ.. }[القصص: 56]

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطاغوت} فكيف يسوغ لأحد من المشركين بعد هذا أن يقول: { لو شاء اللّه ما عبدنا من دونه من شيء} ؟ فمشيئته تعالى الشرعية عنهم منفية لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله وأما مشيئته الكونية وهي تمكينهم من ذلك قدرا فلا حجة لهم فيها، لأنه تعالى خلق النار وأهلها من الشياطين والكفرة وهو لا يرضى لعباده الكفر، وله في ذلك حجة بالغة وحكمة قاطعة، ثم إنه تعالى قد أخبر أنه أنكر عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرسل، فلهذا قال: { فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} أي اسألوا عما كان من أمر من خالف الرسل وكذب الحق، كيف { دمر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها} ، فقال: { ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير}

تفسير الشيخ الشعراوى

1-فالحق سبحانه يقول هنا:{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً} [النحل: 36] وفي آية أخرى يقول سبحانه {  مِن كُلِّ أُمَّةٍ }[النحل: 84] فهذه لها معنى، وهذه لها معنى فقوله:{مِن كُلِّ أُمَّةٍ } [النحل: 84] أي: من أنفسهم، منهم خرج، وبينهم تربَّى ودَرَج، يعرفون خِصَاله وصِدْقه ومكانته في قومه.أما قوله تعالى: { فِي كُلِّ أُمَّةٍ } [النحل: 36].فـ ” في ” هنا تفيد الظرفية. أي: في الأمة كلها، وهذه تفيد التغلغل في جميع الأمة.. فلا يصل البلاغ منه إلى جماعة دون أخرى، بل لا بُدَّ من عموم البلاغ لجميع الأمة.وكذلك يقول تعالى مرة:{  أَرْسَلْنَا… }[الحديد: 26].ومرة أخرى يقول:{ بَعَثْنَا } [النحل: 36].وهناك فرق بين المعنيين فـ { أَرْسَلْنَا } تفيد الإرسال، وهو: أن يتوسط مُرْسَل إلى مُرْسَل إليه. أما { بَعَثْنَا } فتفيد وجود شيء سابق اندثر، ونريد بعثه من جديد.ولتوضيح هذه القضية نرجح إلى قصة آدم ـ عليه السلام ـ حيث عَلّمه الله الأسماء كلها، ثم أهبطه من الجنة إلى الأرض. وقال:{  فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }[البقرة: 38].وقال في آية أخرى:{  فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ }[طه: 123].إذن هذا منهج من الله تعالى لآدم عليه السلام والمفروض أن يُبلِّغ آدم هذا المنهج لأبنائه، والمفروض في أبنائه أن يُبلِّغوا هذا المنهج لأبنائهم وهكذا إلا أن الغفلة قد تستحوذ على المبلِّغ للمنهج، أو عدم رعاية المبلِّغ للمنهج فتنطمس المناهج، ومن هنا يبعثها الله من جديد فمسألة الرسالات لا تأتي هكذا فجأة فجماعة من الجماعات، بل هي موجودة منذ أول الخلق.فالرسالات إذن بَعْثٌ لمنهج إلهي، كان يجب أنْ يظلَّ على ذكر من الناس، يتناقله الأبناء عن الآباء، إلا أن الغفلة قد تصيب المبلّغ فلا يُبلّغ، وقد تصيب المبلَّغ فلا يلتزم بالبلاغ؛ لذلك يجدد الله الرسل.وقد وردت آياتٌ كثيرة في هذا المعنى، مثل قوله تعالى:{  وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ }[فاطر: 24].وقوله:{  ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ }[الأنعام: 131].وقوله:{  وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً }[الإسراء: 15].لذلك نرى غير المؤمنين بمنهج السماء يَضعُون لأنفسهم القوانين التي تُنظِّم حياتهم، أليس لديهم قانون يُحدِّد الجرائم ويُعاقب عليها؟ فلا عقوبة إلا بتجريم، ولا تجريمَ إلا بنصٍّ، ولا نصَّ إلا بإبلاغ.ومن هنا تأتي أهمية وَضْع القوانين ونشرها في الصحف والجرائد العامة ليعلمها الجميع، فلا يصح أنْ نعاقبَ إنساناً على جريمة هو لا يعلم أنها جريمة، فلا بُدَّ من إبلاغه بها أولاً، ليعلم أن هذا العمل عقوبته كذا وكذا، ومن هنا تُقام عليه الحُجة.وهنا أيضاً نلاحظ أنه قد يتعاصر الرسولان، ألم يكُنْ إبراهيم ولوط متعاصريْن؟ ألم يكُنْ شعيب وموسى متعاصريْن؟ فما عِلَّة ذلك؟نقول: لأن العالمَ كان قديماً على هيئة الانعزال، فكُلّ جماعة منعزلة في مكانها عن الأخرى لعدم وجود وسائل للمواصلات، فكانت كل جماعة في أرض لا تدري بالأخرى، ولا تعلم عنها شيئاً.ومن هنا كان لكُلِّ جماعة بيئتُها الخاصة بما فيها من عادات وتقاليد ومُنكَرات تناسبها، فهؤلاء يعبدون الأصنام، وهؤلاء يُطفِّفون الكيل والميزان، وهؤلاء يأتون الذكْران دون النساء.إذن: لكل بيئة جريمة تناسبها، ولا بُدَّ أن نرسل الرسل لمعالجة هذه الجرائم، كُلّ في بلد على حِدَة.لكن رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم كانت على موعد مع التقاءات الأمكنة مع وجود وسائل المواصلات، لدرجة أن المعصية تحدث مثلاً في أمريكا فنعلم بها في نفس اليوم.. إذن: أصبحتْ الأجواء والبيئات واحدة، ومن هنا كان منطقياً أن يُرْسلَ صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم للناس كافة، وللأزمنة كافة.وقد عبَّر القرآن الكريم عن هذه الشمولية بقوله:{  وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً.. }[سبأ: 28].أي: للجميع لم يترك أحداً، كما يقول الخياط: كففْتُ القماش أي: جمعتُ بعضه على بعض، حتى لا يذهبَ منه شيءٌ.

2-ثم يقول الحق سبحانه:{ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ… } [النحل: 36].هذه هي مهمة الرسل:{ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ… } [النحل: 36].والعبادة معناها التزامٌ بأمر فيُفعل، ويُنهي عن أمر فلا يُفعل؛ لذلك إذا جاء مَنْ يدَّعي الألوهية وليس معه منهج نقول له: كيف نعبدك؟ وما المنهج الذي جِئْتَ به؟ بماذا تأمرنا؟ عن أي شيءٍ تنهانا؟فهنا أَمْر بالعبادة ونَهْي عن الطاغوت، وهذا يُسمُّونه تَحْلِية وتَخْلِيةً: التحلية في أنْ تعبدَ الله، والتخلية في أنْ تبتعدَ عن الشيطان اعوذ بالله منة .وعلى هذين العنصرين تُبنَى قضية الإيمان حيث نَفْي في: ” أشهد أن لا إله “.. وإثبات في ” إلا الله ” ، وكأن الناطق بالشهادة ينفي التعدُّد، ويُثبت الواحدانية لله تعالى، وبهذا تكون قد خلَّيْتَ نفسك عن الشرك، وحَلَّيْتَ نفسك بالوحدانية.ولذلك سيكون الجزاء عليها في الآخرة من جنس هذه التحلية والتخلية؛ ولذلك نجد في قول الحق تبارك وتعالى:{  فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ… }[آل عمران: 185].أي: خُلِّي عن العذاب.{  وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ.. }[آل عمران: 185].أي: حُلِّي بالنعيم.

3-وقوله سبحانه:{ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ } [النحل: 36].أي: ابتعدوا عن الطاغوت.. فيكون المقابل لها: تقرَّبوا إلى الله و { ٱلْطَّاغُوتَ } فيها مبالغة تدل على مَنْ وصل الذِّرْوة في الطغيان وزادَ فيه.وفَرْق بين الحدث المجرَّد مثل طغى، وبين المبالغة فيه مثل (طاغوت)، وهو الذي يَزيده الخضوعُ لباطله طُغْياناً على باطل أعلى ومثال ذلك شاب تمرَّد على مجتمعه وأخذ يسرع الشيء التافه القليل، فوجد الناس يتقرَّبون إليه ويُداهنونه اتقاء شره، فإذا به يترقَّى في باطله فيشتري لنفسه سلاحاً يعتدي به على الأرواح، ويسرق الغالي من الأموال، ويصل إلى الذروة في الظلم والاعتداء، ولو أخذ الناس على يده منذ أول حادثة لما وصل إلى هذه الحال.ومن هنا وجدنا الديات تتحملها العاقلة وتقوم بها عن الفاعل الجاني، ذلك لما وقع عليها من مسئولية تَرْك هذا الجاني، وعدم الأخذ على يده وكَفِّه عن الأذى.ونلاحظ في هذا اللفظ (الطاغوت) أنه لما جمعَ كلَّ مبالغة في الفعل نجده يتأبَّى على المطاوعة، وكأنه طاغوت في لفظه ومعناه، فنراه يدخل على المفرد والمثنى والجمع، وعلى المذكر والمؤنث، فنقول: رجل طاغوت، وامرأة طاغوت، ورجلان طاغوت، وامرأتان طاغوت، ورجال طاغوت، ونساء طاغوت، وكأنه طغى بلفظه على جميع الصَِّيغ.إذن: الطاغوت هو الذي إذا ما خضع الناس لِظُلمه ازداد ظلماً ومنه قوله تعالى:{  فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ}[الزخرف: 54].فقد وصل به الحال إلى أن ادعى الألوهية وقال {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي }[القصص: 38] ويُحكَى في قصص المتنبِّئين أن أحد الخلفاء جاءه خبر مُدَّعٍ للنبوة فأمرهم ألاَّ يهتموا بشأنه، وأن يتركوه، ولا يعطوا لأمره بالاً لعله ينتهي، ثم بعد فترة ظهر آخر يدَّعي النبوة، فجاءوا بالأول ليرى رأيه في النبي الجديد: ما رأيك في هذا الذي يدعي النبوة؟! أيُّكم النبي؟ فقال: إنه كذاب فإني لم أرسل أحداً!! ظن أنهم صدقوه في ادعائه النبوة، فتجاوز هذا إلى ادعاء الألوهية، وهكذا الطاغوت وقد وردت هذه الكلمة { ٱلْطَّاغُوتَ } في القرآن ثماني مرات، منها ستة تصلح للتذكيروالتأنيث، ومرة وردتْ للمؤنث في قوله تعالى:{  وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا.. }[الزمر: 17].ومرة وردتْ للمذكر في قوله تعالى:{  يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ… }[النساء: 60].وفي اللغة كلمات يستوي فيها المذكر والمؤنث، مثل قَوْل الحق تبارك وتعالى:{  وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً… }
[الأعراف: 146].وقوله:{  قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ… }[يوسف: 108].فكلمة ” سبيل ” جاءت مرَّة للمذكَّر، ومرَّة للمؤنث.

4-ثم يقول تعالى:{ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلالَةُ… } [النحل: 36].وقد أخذت بعضهم هذه الآية على أنها حُجَّة يقول من خلالها: إن الهداية بيد الله، وليس لنا دَخْل في أننا غير مهتدين.. إلى آخر هذه المقولات.نقول: تعالوا نقرأ القرآن.. يقول تعالى:{  وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ }[فصلت: 17].ولو كانت الهداية بالمعنى الذي تقصدون لَمَا استحبُّوا العَمى وفضَّلوه، لكن ” هديناهم ” هنا بمعنى: دَلَلْناهم وأرشدناهم فقط، ولهم حَقّ الاختيار، وهم صالحون لهذه ولهذه، والدلالة تأتي للمؤمن وللكافر، دلَّ الله الجميع، فالذي أقبل على الله بإيمان به زاده هُدًى وآتاه تقواه، كما قال تعالى:{  وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ }[محمد: 17].ومن هذا ما يراه البعض تناقضاً بين قوله تعالى:
{ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[القصص: 56] وقوله {وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الشورى: 52] حيث نفى الحق سبحانه عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم الهداية في الأولى وأثبتها له في الثانية. نلاحظ أن الحدث هنا واحد وهو الهداية، والمتحدَّث عنه واحد هو الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم، فكيف يثبت حَدَثٌ واحد لمُحْدِثٍ واحد مرّة، وينفيه عنه مرّة؟!لا بُدَّ أن تكون الجهة مُنفكّة.. في:{  إِنَّكَ لاَ تَهْدِي.}[القصص: 56].أي: لا تستطيع أنْ تُدخِل الإيمان في قلب مَنْ تحب، ولكن تدلُّ وترشد فقط، أما هداية الإيمان فبيد الله تعالى يهدي إليه مَنْ عنده استعداد للإيمان، ويَصْرف عنها مَنْ أعرض عنه ورفضهُ.وكأن الله تعالى في خدمة عبيده، مَنْ أحب شيئاً أعطاه إياه ويسَّره له، وبذلك هدى المؤمن للإيمان، وختم على قَلْب الكافر بالكفر.إذن: تأتي الهداية بمعنيين: بمعنى الدلالة والإرشاد كما في الآية السابقة، وبمعنى المعونة وشَرْح الصدر للإيمان كما في قوله تعالى:{  وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ.. }[القصص: 56].وقوله:{  زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: 17] فقوله تعالى:{ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ… } [النحل: 36].أي: هداية إيمان ومعونةٍ بأن مكَّن المنهج في نفسه، ويسَّره له، وشرح به صدره.{ وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلالَةُ} [النحل: 36] حقَّتْ: أي أصبحتْ حقاً له، ووجبتْ له بما قدَّم من أعمال، لا يستحق معها إلا الضلالة، فما حقَّتْ عليهم، وما وجبتْ لهم إلا بما عملوا.وهذه كقوله تعالى:{  إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ }[الأنعام: 144].أيُّهما أسبق: عدم الهداية من الله لهم، أم الظلم منهم؟واضح أن الظلم حدث منهم أولاً، فسمَّاهم الله ظالمين، ثم كانت النتيجة أنْ حُرموا الهداية.وتذكر هنا مثالاً كثيراً ما كررناه ليرسخَ في الأذهان ـ ولله المثل الأعلى ـ هَبْ أنك سائر في طريق تقصد بلداً ما، فصادفك مُفْترق لطرق متعددة، وعلامات لاتجاهات مختلفة، عندها لجأتَ لرجل المرور: من فضل أريدُ بلدة كذا، فقال لك: من هنا. فقلت: الحمد لله، لقد كِدْتُ أضلَّ الطريق، وجزاكَ الله خيراً.فلمَّا وجدك استقبلتَ كلامه بالرضا والحب، وشكرْتَ له صنيعه أراد أنْ يُزيد لك العطاء. فقال لك: لكن في هذا الطريق عقبةٌ صعبة، وسوف أصحبُك حتى تمرَّ منها بسلام.هكذا كانت الأولى منه مُجرَّد دلالة، أما الثانية فهي المعونة، فلمَّا صدَّقْته في الدلالة أعانَك على المدلول.. هكذا أَمْرُ الرسل في الدلالة على الحق، وكيفية قبول الناس لها.ولك أنْ تتصور الحال لو قُلْتَ لرجل المرور هذا: يبدو أنك لا تعرف الطريق.. فسيقول لك: إذن اتجه كما تُحِب وسِرْ كما تريد.وكلمة ” الضلالة ” مبالغة من الضلال وكأنها ضلال كبير، ففيها تضخيمٌ للفعل، ومنها قوله تعالى:{  قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلاَلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً… }[مريم: 75].

5-ثم يُقيم لنا الحق ـ تبارك وتعالى ـ الدليلَ على بَعْثة الرسل في الأمم السابقة لنتأكد من إخباره تعالى، وأن الناسَ انقسموا أقساماً بين مُكذِّب ومُصدِّق، قال تعالى:{ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } [النحل: 36].فهناك شواهد وأدلة تدل على أن هنا كان ناس، وكانت لهم حضارة اندكتْ واندثرتْ، كما قال تعالى في آية أخرى:{  وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ }[الصافات: 137].فأمر الله تعالى بالسياحة في الأرض للنظر والاعتبار بالأمم السابقة، مثل: عاد وثمود وقوم صالح وقوم لوط وغيرهم.والحق تبارك وتعالى يقول هنا:{ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ… } [النحل: 36].وهل نحن نسير في الأرض، أم على الأرض؟نحن نسير على الأرض.. وكذلك كان فهْمُنا للآية الكريمة، لكن المتكلم بالقرآن هو ربُّنا تبارك وتعالى، وعطاؤه سبحانه سيظل إلى أنْ تقومَ الساعة، ومع الزمن تتكشف لنا الحقائق ويُثبت العلم صِدْق القرآن وإعجازه.فمنذ أعوام كنا نظنُّ أن الأرض هي هذه اليابسة التي نعيش عليها، ثم أثبت لنا العلم أن الهواء المحيط بالأرض (الغلاف الجوي) هو إكسير الحياة على الأرض، وبدون لا تقوم عليها حياة، فالغلاف الجوي جزء من الأرض.وبذلك نحن نسير في الأرض، كما نطق بذلك الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز ونقف أمام مَلْحظ آخر في هذه الآية:{  فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ }[آل عمران: 137].وفي آية أخرى يقول:{  قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ }[الأنعام: 11] ليس هذا مجرد تفنُّن في العبارة، بل لكل منهما مدلول خاص، فالعطف بالفاء يفيد الترتيب مع التعقيب.أي: يأتي النظر بعد السَّيْر مباشرة.. أما في العطف بثُم فإنها تفيد الترتيب مع التراخي. أي: مرور وقت بين الحدثَيْن، وذلك كقوله تعالى:{  ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ }[عبس: 22].

6-وقول الحق سبحانه:{ فَٱنظُرُواْ… } [النحل: 36].فكأن الغرض من السَّيْر الاعتبار والاتعاظ، ولا بُدَّ ـ إذن ـ من وجود بقايا وأطلال تدلُّ على هؤلاء السابقين المكذبين، أصحاب الحضارات التي أصبحتْ أثراً بعد عَيْنٍ.وها نحن الآن نفخر بما لدينا من أبنية حجرية مثل الأهرامات مثلاً، حيث يفِد إليها السُّياح من شتى دول العالم المتقدم؛ لِيَروْا ما عليها هذه الحضارة القديمة من تطوُّر وتقدُّم يُعجزهم ويُحيّرهم، ولم يستطيعوا فَكّ طلاسِمه حتى الآن.ومع ذلك لم يترك الفراعنة ما يدل على كيفية بناء الأهرامات، أو ما يدل على كيفية تحنيط الموتى؛ مما يدل على أن هؤلاء القوم أخذوا أَخذْة قوية اندثرتْ معها هذه المراجع وهذه المعلومات، كما قال تعالى: {  هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }[مريم: 98] وقد ذكر لنا القرآن من قصص هؤلاء السابقين الكثير كما في قوله تعالى:{  أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ * ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ }[الفجر: 6-8] وقال:{  وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ * ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ * فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } [الفجر: 9-13] هذا ما حدث للمكذِّبين في الماضي، وإياكم أنْ تظنُّوا أن الذي يأتي بعد ذلك بمنجىً عن هذا المصير.. كلا:{  إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ }[الفجر: 14]. ثم يقول الحق سبحانه: { إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-إدغام كامل:أُمَّةٍ رَسُولًا

إظهار:رَسُولًا أَنِ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 35

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 35

وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ

تتحدث الايات عن:

-الاية فيها الرد على هؤلاء الذين يُعلِّقون إسرافهم على أنفسهم على شماعة القدر؟

-المراد الكونيّ هو ما يكون فِعلاً، كُلُّ ما تراه في الكون أراد الله أن يكون. والمراد الشرعي: هو طَلَبُ الشيء لمحبوبيته

-اهمية تبليغ الرسالة قال صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم : ” بلِّغُوا عَنِّي ولو آية ” وقوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم : ” نَضَّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعَاهَا ثم أدّاها إلى من لم يسمعها، فرُبَّ مُبلِّغٍ أَوْعَى من سامع “.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-يخبر تعالى عن اغترار المشركين بما هم فيه من الإشراك واعتذارهم محتجين بالقدر بقولهم: { لو شاء اللّه ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء} أي من البحائر والسوائب والوصائل وغير ذلك، ممّا كانوا ابتدعوه واخترعوه من تلقاء أنفسهم ما لم ينزل به سطانا، ومضمون كلامهم أنه لو كان تعالى كارها لما فعلنا لأنكره علينا بالعقوبة ولما أمكننا منه، قال تعالى رادا عليهم شبهتهم: { فهل على الرسل إلا البلاغ المبين} أي ليس الأمر كما تزعمون أنه لم ينكره عليكم، بل قد أنكره عليكم أشد الإنكار ونهاكم عنه آكد النهي، وبعث في كل أمة في كل قرن وطائفة من الناس رسولا، فلم يزل تعالى يرسل إلى الناس الرسل بذلك منذ حدث الشرك في بني آدم في قوم نوح الذين أرسل إليهم نوح، وكان أول رسول بعثه اللّه إلى أهل الأرض، إلى أن ختمهم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم الذي طبقت دعوته الإنس والجن في المشارق والمغارب.

تفسير الشيخ الشعراوى

1-نلاحظ أنه ساعة أنْ يأتيَ الفعل نصاً في مطلوبه لا يُذكر المتعلق به.. فلم يَقُلْ: أشركوا بالله.. لأن ذلك معلوم، والإشراك معناه الإشراك بالله، لذلك قال تعالى هنا:{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ} [النحل: 35].ثم يورد الحق سبحانه قولهم:{ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلاۤ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ } [النحل: 35].إنهم هنا يدافعون عن أنفسهم، وهذه هي الشفاعة التي يُعلّق عليها الكفار خطاياهم ـ شماعة أن الله كتب علينا وقضى بكذا وكذا.فيقول المسرف على نفسه: ربُّنا هو الذي أراد لي كذا، وهو الذي يهدي، وهو الذي يُضل، وهو الذي جعلني ارتكب الذنوب، إلى آخر هذه المقولات الفارغة من الحق ـ والنهاية؛ فلماذا يعذبني إذن؟وتعالوا نناقش صاحب هذه المقولات، لأن عنده تناقضاً عقلياً، والقضية غير واضحة أمامه.. ولكي نزيل عنه هذا الغموض نقول له: ولماذا لم تقُل: إذا كان الله قد أراد لي الطاعة وكتبها عليَّ فلماذا يثيبني عليها هكذا المقابل فلماذا قُلْت بالأولى ولم تقُلْ بالثانية؟ واضح أن الأولى تجرُّ عليك الشر والعذاب، فوقفتْ في عقلك.. أما الثانية فتجرُّ عليك الخير، لذلك تغاضيت عن ذِكْرها.ونقول له: هل أنت حينما تعمل أعمالك.. هل كلها خير؟ أم هل كلها شَرّ؟ أَمَا منها ما هو خير، ومنها ما هو شر؟والإجابة هنا واضحة. إذن: لا أنت مطبوع على الخير دائماً، ولا أنت مطبوع على الشرِّ دائماً، لذلك فأنت صالح للخير، كما أنت صالح للشر.إذن: هناك فَرْق بين أن يخلقك صالحاً للفعل وضِدّه، وبين أنْ يخلقك مقصوراً على الفعل لا ضده، ولما خلقك صالحاً للخير وصالحاً للشر أوضح لك منهجه وبيَّنَ لك الجزاء، فقال: اعمل الخير.. والجزاء كذا، واعمل الشر.. والجزاء كذا.. وهذا هو المنهج.ويحلو للمسرف على نفسه أنْ يقولَ: إن الله كتبه عليَّ.. وهذا عجيب، وكأنِّي به قد اطَّلع على اللوح المحفوظ ونظر فيه ، فوجد أن الله كتب عليه أن يشرب الخمر مثلاً فراحَ فشربها؛ لأن الله كتبها عليه.ولو أن الأمر هكذا لكنتَ طائعاً بشُرْبك هذا، لكن الأمر خلاف ما تتصور، فأنت لا تعرف أنها كُتِبت عليك إلا بعد أنْ فعلتَ، والفعل منك مسبوق بالعزم على أنْ تفعلَ، فهل اطلعتَ على اللوح المحفوظ كي تعرف ما كتبه الله عليك؟وانتبه هنا واعلم أن الله تعالى كتب أزلاً؛ لأنه علم أنك تفعل أجلاً، وعِلْم الله مُطْلق لا حدودَ له.ونضرب مثلاً ـ ولله المثل الأعلى ـ الوالد الذي يلاحظ ولده في دراسته، فيجده مُهملاً غير مُجدٍّ فيتوقع فشله في الامتحان.. هل دخل الوالد مع ولده وجعله يكتب خطأ؟ لا.. بل توقّع له الفشل لعلمه بحال ولده، وعدم استحقاقه للنجاح.إذن: كتب الله مُسبْقاً وأزلاً؛ لأنه يعلم ما يفعله العبد أصلاً.. وقد أعطانا الحق تبارك وتعالى صورة أخرى لهذا المنهج حينما وجَّه المؤمنين إلى الكعبة بعد أنْ كانت وجْهتهم إلى بيت المقدس، فقال تعالى:
{  قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ }[البقرة: 144].ثم أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم بقوله:{  سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا }
[البقرة: 142].جاء الفعل هكذا في المستقبل: سيقول.. إنهم لم يقولوا بَعْد هذا القول، وهذا قرآن يُتلَى على مسامع الجميع غير خافٍ على أحد من هؤلاء السفهاء، فلو كان عند هؤلاء عقل لَسكتُوا ولم يُبادروا بهذه المقولة ويُفوِّتوا الفرصة بذلك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم وعلى صِدْق القرآن الكريم كان باستطاعتهم أن يسكتوا ويُوجّهوا للقرآن تهمة الكذب، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث.وبذلك تمَّتْ إرادة الله وأمره حتى على الكافرين الذين يبحثون عن مناقضة في القرآن الكريم.

3-وهذه الآية: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } [النحل: 35].تشرح وتُفسِّر قول الله تعالى:{  سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ }[الأنعام: 148].فهنا { سَيَقُولُ } وفي الآية الأخرى { قَالَ }؛ لنعلم أنه لا يستطيع أحد معارضة قَوْل الله تعالى، أو تغيير حكمه.ثم يقول تعالى:{ نَّحْنُ وَلاۤ آبَاؤُنَا… } [النحل: 35].لماذا لم يتحدث هؤلاء عن أنفسهم فقط؟ ما الحكمة في دفاعهم عن آبائهم هنا؟ الحكمة أنهم سيحتاجون لهذه القضية فيما بعد وسوف يجعلونها حُجَّة حينما يقولون:{  إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }
[الزخرف: 22]. إذن: لا حُجَّة لهؤلاء الذين يُعلِّقون إسرافهم على أنفسهم على شماعة القدر، وأن الله تعالى كتب عليهم المعصية؛ لأننا نرى حتى من المسلمين مَنْ يتكلم بهذا الكلام، ويميل إلى هذه الأباطيل، ومنهم مَنْ تأخذه الجَرْأة على الله عز وجل فيُشبِّه هذه القضية بقول الشاعر:

إيَّاكَ إيَّاكَ أنْ تبتلَّ بالماءِ   إيَّاكَ إيَّاكَ أنْ تبتلَّ بالماءِ

وما يفعل هذا إلا ظالم!! تعالى الله وتنزَّه عن قَوْل الجُهَّال والكافرين، وأيضاً هناك مَنْ يقول: إن الإنسان هو الذي خلق الفعل، ويعارضهم آخرون يقولون: لا بل رَبَّنا هو الذي يخلق الفِعْل نقول لهم جميعاً: افهموا، ليس هناك في الحقيقة خلافٌ.. ونسأل: ما هو الفعل؟ الفعل توجيه جارحة لحدثٍ، فأنت حينما تُوجِّه جارحة لحدثٍ، ما الذي فعلته أنت؟ هل أعطيتَ لليد مثلاً قوة الحركة بذاتها؟ أم أن إرادتك هي التي وجَّهَتْ حركتها؟والجارحة مخلوقة لله تعالى، وكذلك الإرادة التي حكمتْ على الجارحة مخلوقة لله أيضاً.. إذن: ما فعلته أنت ما هو إلا أن وجَّهْتَ المخلوق لله إلى مَا لا يحب الله ـ في حالة المعصية ـ وإلى ما يحبه الله في حالة الطاعة.كذلك لا بُدَّ أن نلاحظ أن لله تعالى مرادات كونية ومرادات شرعية.. فالمراد الكونيّ هو ما يكون فِعلاً، كُلُّ ما تراه في الكون أراد الله أن يكون. والمراد الشرعي: هو طَلَبُ الشيء لمحبوبيته.ولنأخذ مثلاً لتوضيح ذلك: كُفْر الكافر، أراد الله كَوْنياً أن يكون، لأنه خلقه مختاراً وقال:{  فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ }[الكهف: 29].وطالما خلقك الله مختاراً تستطيع أن تتوجه إلى الإيمان، أو تتوجه إلى الكفر، ثم كفرتَ. إذن: فهل كفرتَ غَصْباً عنه وعلى غير مُراده سبحانه وتعالى؟ حاشا لله ومعنى ذلك أن كُفْر الكافر مُراد كونيّ، وليس مراداً شرعياً.وبنفس المقياس يكون إيمان المؤمن مُراداً كونياً ومُراداً شرعياً، أما كفر المؤمن، المؤمن حقيقة لم يكفر. إذن: هو مراد شرعي وكذلك مراد كوني، وهكذا، فلا بُدَّ أن نُفرِّق بين المراد كونياً والمراد شرعيا ولذلك لما حدثت ضجة في الحرم المكي منذ سنوات، وحدث فيه إطلاق للنار وترويع للآمنين، قال بعضهم: كيف يحدث هذا وقد قال تعالى:{  وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً }[آل عمران: 97].وها هو الحال قَتْل وإزعاج للآمنين فيه؟والحقيقة أن هؤلاء خلطوا بين مراد كوني ومراد شرعي فالمقصود بالآية فَمْن دخله فأمِّنوه أي: اجعلوه آمناً، فهذا مطلَب من الله تبارك وتعالى، وهو مراد شرعي قد يحدث وقد لا يحدث.. أما المراد الكوني فهو الذي يحدث فعلاً. وبذلك يكون ما حدث في الحرم مراداً كونياً، وليس مراداً شرعياً.

4-ثم يقول تعالى على لسانهم:{ وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ… } [النحل: 35].وقد ورد توضيح هذه الآية في قوله تعالى:{  مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }[المائدة: 103].

5-ثم يقول تعالى مقرراً:{ كَذٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ… } [النحل: 35] أي: هذه سُنَّة السابقين المعاندين.

6-{ فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ } [النحل: 35].البلاغ هو ما بين عباد الله وبين الله، وهو بلاغ الرسل، والمراد به المنهج ” افعل أو لا تفعل “. ولا يقول الله لك ذلك إلا وأنت قادر على الفِعْل وقادر على التَّرْك.لذلك نرى الحق تبارك وتعالى يرفع التكليف عن المكْره فلا يتعلق به حكم؛ لأنه في حالة الإكراه قد يفعل ما لا يريده ولا يُحبه، وكذلك المجنون والصغير الذي لم يبلغ التعقل، كُلُّ هؤلاء لا يتعلق بهم حكْم.. لماذا؟ لأن الله تعالى يريد أن يضمن السلامة لآلة الترجيح في الاختيار.. وهي العقل.وحينما يكون الإنسان محلَّ تكليف عليه أنْ يجعلَ الفيصل في:{ فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ } [النحل: 35].بلاغ المنهج بافعل ولا تفعل؛ لذلك استنكر القرآن الكريم على هؤلاء الذين جاءوا بقول من عند أنفسهم دون رصيد من المبلّغ صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، فقال تعالى في حَقِّ هؤلاء:{  وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ * وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ}[الزخرف: 19-20].فأنكر عليهم سبحانه ذلك، وسألهم:{أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ}[الزخرف: 21]وخاطبهم سبحانه في آية أخرى:{أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ }[القلم: 37] وكلمة { ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ } أي: لا بُدَّ أن يُبَلِّغ المكَلَّف، فإنْ حصل تقصير في ألاَّ يُبَلَّغ المكلَّف يُنسَب التقصير إلى أهل الدين الحق، المنتسبين إليه، والمُنَاط بهم تبليغ هذا المنهج لمنْ لَمْ يصلْه. وقد وردت الأحاديث الكثيرة في الحَثِّ على تبليغ دين الله لمن لم يصِلْه الدين.كما قال صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم : ” بلِّغُوا عَنِّي ولو آية ” وقوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم : ” نَضَّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعَاهَا ثم أدّاها إلى من لم يسمعها، فرُبَّ مُبلِّغٍ أَوْعَى من سامع “.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-مد متصل:شَاءَ-آبَاؤُنَا

-مد منفصل:وَلَا آبَاؤُنَا

مد صلة صغرى:دُونِهِ مِنْ

إدغام بغنة:شَيْءٍ نَحْنُ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 34

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 34

فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ

تتحدث الايات عن:

-{فأصابهم سيئات ما عملوا } أي جزاءها { وحاق } نزل { بهم ما كانوا به يستهزءُون } أي العذاب

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-{ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} أي بمخالفة الرسل والتكذيب بما جاءوا به؛ فلهذا أصابتهم عقوبة اللّه على ذلك، { وحاق بهم} أي أحاط بهم من العذاب الأليم، { ما كانوا به يستهزئون} أي يسخرون من الرسل إذا توعدوهم بعقاب اللّه فلهذا يقال لهم يوم القيامة { هذه النار التي كنتم بها تكذبون} .

تفسير الشيخ الشعراوى

1-أي: أنهم لما ظلموا أنفسهم أصابهم جزاء ذلك، وسُمِّي ما يُفعل بهم سيئة؛ لأن الحق تبارك وتعالى يُسمّي جزاء السيئة سيئة في قوله:{  وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا }[الشورى: 40].ويقول تعالى:{  وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ… }[النحل: 126].وهذه تُسمّى المشاكلة، أي: أن هذه من جنس هذه.

2-وقوله تعالى: { مَا عَمِلُواْ } العمل هو مُزَاولة أيِّ جارحة من الإنسان لمهمتها، فكُلُّ جارحة لها مهمة. الرِّجْل واليد والعَيْن والأُذن.. الخ. فاللسان مهمته أن يقول، وبقية الجوارح مهمتها أنْ تفعل. إذن: فاللسان وحده أخذ النصف، وباقي الجوارح أخذتْ النصف الآخر؛ ذلك لأن حصائد الألسنة عليها المعوّل الأساسي.فكلمة الشهادة: لا إله إلا الله لا بُدَّ من النطق بها لنعرف أنه مؤمن، ثم يأتي دَوْر الفعل ليُساند هذا القول؛ لذا قال تعالى:{  يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ }[الصف: 2-3].وبالقول تبلُغ المناهج للآذان.. فكيف تعمل الجوارح دون منهج؟ ولذلك فقد جعل الحق تبارك وتعالى للأذن وَضْعاً خاصاً بين باقي الحواس فهي أول جارحة في الإنسان تؤدي عملها وهي الجارحة التي لا تنقضي مهمتها أبداً كل الجوارح لا تعمل مثلاً أثناء النوم إلا الأذن وبها يتم الاستدعاء والاستيقاظ من النوم وإذا استقرأت آيات القرآن الكريم، ونظرت في آيات الخلق ترى الحق تبارك وتعالى يقول:{  وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[النحل: 78].ثم هي آلة الشهادة يوم القيامة:{  حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم.. }[فصلت: 20].ولذلك يقول الحق سبحانه:
{  فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً }[الكهف: 11].ومعنى: ضربنا على آذانهم، أي: عطلنا الأذن التي لا تعطل حتى يطمئن نومهم ويستطيعوا الاستقرار في كهفهم، فلو لم يجعل الله تعالى في تكوينهم الخارجي شيئاً معيناً لما استقر لهم نوم طوال 309 أعوام.

3-ويقول الحق تعالى:{ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [النحل: 34].بماذا استهزأ الكافرون؟ استهزأوا بالبعث والحساب وما ينتظرهم من العذاب، فقالوا كما حكى القرآن:{  أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ }[الصافات: 16-17].وقالوا:{  أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ }[السجدة: 10].ثم بلغ بهم الاستهزاء أن تعجَّلوا العذاب فقالوا:
{  فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }[الأعراف: 70].وقالوا:{  أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً }[الإسراء: 92] وهل يطلب أحد من عدوه أن يُنزِل به العذاب إلا إذا كان مستهزئا فقال لهم الحق تبارك وتعالى: إنكم لن تقدروا على هذا العذاب الذي تستهزئون به. فقال:{ وَحَاقَ بِهِم… } [النحل: 34].أي: أحاط ونزل بهم، فلا يستطيعون منه فراراً، ولا يجدون معه منفذاً للفكاك، كما في قوله تعالى:{  وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ }[البروج: 20].ثم يقول الحق سبحانه: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-مد صلة صغرى:بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 33

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 33

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

تتحدث الايات عن:

-{ هل } ما { ينظرون } ينتظر الكفار { إلا أن تأتيهم الملائكة } لقبض أرواحهم { أو يأتي أمر ربك } العذاب أو القيامة المشتملة عليه { كذلك } كما فعل هؤلاء { فعل الذين من قبلهم } من الأمم كذبوا رسلهم فأهلكوا { وما ظلمهم الله } بإهلاكهم بغير ذنب { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بالكفر .

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-يقول تعالى مهددا للمشركين على تماديهم في الباطل واغترارهم بالدنيا: هل ينتظر هؤلاء إلا الملائكة أن تأتيهم لقبض أرواحهم، قاله قتادة، { أو يأتي أمر ربك} أي يوم القيامة وما يعاينونه من الأهوال وقوله: { كذلك فعل الذين من قبلهم} أي هكذا تمادى في شركهم أسلافهم ونظراؤهم وأشباههم من المشركين، حتى ذاقوا بأس اللّه، وحلوا فيما هم من العذاب والنكال { وما ظلمهم اللّه} لأنه تعالى أعذر إليهم وأقام حججه عليهم بإرسال رسله وإنزال كتبه { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} أي بمخالفة الرسل والتكذيب بما جاءوا به فلهذا أصابتهم عقوبة اللّه على ذلك { وحاق بهم} أي أحاط بهم من العذاب الأليم، { ما كانوا به يستهزئون} أي يسخرون من الرسل إذا توعدوهم بعقاب اللّه فلهذا يقال لهم يوم القيامة { هذه النار التي كنتم بها تكذبون}

تفسير الشيخ الشعراوى

1-بعد أن عرضتْ الآيات جزاء المتقين الذين قالوا خيراً، عادتْ لهؤلاء الذين قالوا { أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } الذين يُصادمون الدعوة إلى الله، ويقفون منها موقف العداء والكَيْد والتربُّص والإيذاء.وهذا استفهام من الحق تبارك وتعالى لهؤلاء: ماذا تنتظرون؟! بعدما فعلتم بأمر الدعوة وما صَدْدتُم الناس عنها، ماذا تنتظرون؟ أتنتظرون أنْ تَرَوْا بأعينكم، ليس أمامكم إلا أمران: سيَحُلاَّن بكم لا محالة:إما أنْ تأتيكم الملائكة فتتوفاكم، أو يأتي أمرُ ربِّك وهو يوم القيامة ولا ينجيكم منها إلا أنْ تؤمنوا، أم أنكم تنتظرون خيْراً؟! فلن يأتيكم خير أبداً كما قال تعالى في آيات أخرى {  أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }[النحل: 1] وقال {  ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ } [القمر: 1] وقال:{  ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ }[الأنبياء: 1].إذن: إنما ينتظرون أحداثاً تأتي لهم بشَرٍّ: تأتيهم الملائكة لقبْض أرواحهم في حالة هم بها ظالمون لأنفسهم، ثم يُلْقون السَّلَم رَغْماً عنهم، أو: تأتيهم الطامة الكبرى وهي القيامة.

2-ثم يقول الحق سبحانه:{ كَذَلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } [النحل: 33].أي: ممَّن كذَّب الرسل قبلهم يعني هذه مسألة معروفة عنهم من قبل:{ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ } [النحل: 33] أي: وما ظلمهم الله حين قدَّر أنْ يُجازيهم بكذا وكذا، وليس المراد هنا ظلمهم بالعذاب؛ لأن العذاب لم يحُلّ بهم بعد.{ وَلـٰكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [النحل: 33].وهذا ما نُسمِّيه بالظلم الأحمق؛ لأن ظلم الغير قد يعود على الظالم بنوع من النفع، أما ظُلْم النفس فلا يعود عليها بشيء؛ وذلك لأنهم أسرفوا على أنفسهم في الدنيا فيما يخالف منهج الله، وبذلك فَوَّتوا على أنفسهم نعيم الدنيا ونعيم الآخرة، وهذا هو ظلمهم لأنفسهم.ثم يقول الحق سبحانه: { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-مد متصل:الْمَلَائِكَةُ

-مد منفصل:إِلَّا أَنْ-كَانُوا أَنْفُسَهُمْ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 32

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 32

الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

تتحدث الايات عن:

-إذن لأهل الجنة سلامٌ من الملائكة عند الوفاة، وسلام عندما يدخلون الجنة، وسلام أعلى من الله تبارك وتعالى، وسلام حتى من أهل الأعراف المنشغلين بحالهم. اللهم عاملنا بالفضل لا بالعدل وبالاحسان لا بالميزان انك انت الرحمن الرحيم.

-إنْ رأيت اثنين يزداد وُدّهما فاعلم أنه وُدٌّ لله وفي الله، على خلاف الوُد لأغراض الدنيا فهو وُدٌّ سرعان ما ينقطع.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-أخبر تعالى عن حالهم عند الاحتضار أنهم طيبون، أي مخلصون من الشرك والدنس وكل سوء، وأن الملائكة تسلم عليهم وتبشرهم بالجنة، كقوله تعالى: { إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} .

تفسير الشيخ الشعراوى

1-أي: المتقون هم الذين تتوفاهم الملائكة طيبين.ومعنى:{ تَتَوَفَّاهُمُ } [النحل: 32].أي: تأتي لقبْض أرواحهم، وهنا نَسَب التوفّي إلى جملة الملائكة، كأنهم جنود ملَك الموت الأصيل عزرائيل، وقد سبق أنْ قُلْنا: إن الحق تبارك وتعالى مرةً ينسب التوفّي إلى الملائكة، ومرة ينسبه إلى مَلك الموت:{  قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ.. }[السجدة: 11].ومرّة ينسبه إلى نفسه سبحانه:{  ٱللَّهُ يَتَوَفَّى }[الزمر: 42].ذلك لأن الله سبحانه هو الآمر الأعلى، وعزرائيل مَلكُ الموت الأصيل، والملائكة هم جنوده الذين يُنفّذون أوامره.

2-وقوله: { طَيِّبِينَ.. } [النحل: 32].تقابل الآية السابقة:{  ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ }[النحل: 28]. والطيّب هو الشيء الذي يوجد له خيرٌ دائم لا ينقطع ولا ينقلب خَيْره هذا شراً، وهو الشيء الذي تستريح له النفس راحة تنسجم منها كل مَلكاتها، بشرط أن يكون مستمراً إلى خَيْرٍ منه، ولا يستمر إلى خَيْرٍ منه وأحسن إلا طَيِّب القيم وطَيِّب الدين، أما غير ذلك فهو طيب موقوتٌ سرعان ما يُهجر.ولذلك حينما يدَّعي اثنان المحبة في الله نقول: هذه كلمة تُقال، ومِصْداقها أن ينمو الودُّ بينكما كل يوم عن اليوم الذي قبله؛ لأن الحب للدنيا تشوبه الأطماع والأهواء، فترى الحب ينقص يوماً بعد يوم، حَسْب ما يأخذ أحدهما من الآخر، أما المتحابان في الله فيأخذان من عطاء لا ينفد، هو عطاء الحق تبارك وتعالى، فإنْ رأيت اثنين يزداد وُدّهما فاعلم أنه وُدٌّ لله وفي الله، على خلاف الوُد لأغراض الدنيا فهو وُدٌّ سرعان ما ينقطع.هل هناك أطيب من أنهم طهَّروا أنفسهم من دَنَس الشرك؟ وهل هناك أطيبُ من أنهم اخلصوا عملهم لله، وهل هناك أطيب من أنهم لم يُسْرفوا على أنفسهم في شيء؟وحَسْب هؤلاء من الطيب أنهم ساعة يأتي مَلَكُ الموت يمرُّ عليهم شريط أعمالهم، ومُلخّص ما قدّموه في الدنيا، فيرْون خَيْراً، فتراهم مُستبشرين فرحين، يبدو ذلك على وجوههم ساعة الاحتضار، فتراه أبيضَ الوجه مُشْرقاً مبتسماً، عليه خاتمة الخير والطيب والسعادة؛ ذلك لما عاينه من طيب عمله، ولما يستبشر به من الجزاء عند الله تبارك وتعالى.وعلى عكس هذه الحالة تماماً نرى أهل الشقاوة، وما هُمْ عليه ساعةَ الغرغرة من سواد الوجه، وسُوء الخاتمة، والعياذ بالله.

3-{ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ } [النحل: 32].أي: حينما تتوفّاهم الملائكة يقولون لهم سلام؛ لأنكم خرجتم من الدنيا بسلام، وستُقبِلون على الآخرة بسلام، إذن: سلام الطيبين سلامٌ موصول من الدنيا إلى الآخرة، سلامٌ مُترتِّب على سلامة دينكم في الدنيا، وسلامة إقبالكم على الله دون خوف في الآخرة وهنا سلام آخر جاء في قول الحق تبارك وتعالى {  وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ }[الزمر 73] ثم يأتي السلام الأعلى عليهم من الله تبارك وتعالى لأن كل هذه السلامات لهؤلاء الطيبين مأخوذة من السلام الأعلى{  سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }[يس: 58] وهل هناك افضل وأطيب من هذا السلام الذي جاء من الحق تبارك وتعالى مباشرة وتعجب هنا من سلام أهل الأعراف على المؤمنين الطيبين وهم في الجنة ونحن نعرف أن أهل الأعراف هم قوم تساوتْ حسناتهم وسيئاتهم فحُجِزا على الأعراف وهو مكان بين الجنة والنار، والقسمة الطبيعية تقتضي أن للميزان كفتين ذكرهما الحق تبارك وتعالى في قوله: {  فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } [القارعة: 6-9] هاتان حالتان للميزان فأين حالة التساوي بين الكفتين؟ جاءت في قوله تعالى{  وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ }[الأعراف: 46] أي: يعرفون أهل الجنة وأهل النار {  وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ }[الأعراف: 46] ووجه العجب هنا أن أهل الأعراف في مأزق وشدّة وانشغال بما هم فيه من شدة الموقف، ومع ذلك نراهم يفرحون بأهل الجنة الطيبين ويُبادرونهم بالسلام.إذن لأهل الجنة سلامٌ من الملائكة عند الوفاة، وسلام عندما يدخلون الجنة، وسلام أعلى من الله تبارك وتعالى، وسلام حتى من أهل الأعراف المنشغلين بحالهم.

4-{ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [النحل: 32].أي: لأنكم دفعتم الثمن؛ والثمن هو عملكم الصالح في الدنيا، واتباعكم لمنهج الحق تبارك وتعالى.وقد يرى البعض تعارضاً بين هذه الآية وبين الحديث الشريف: ” لن يدخل أحدٌ منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته “. والحقيقة أنه لا يوجد تعارضٌ بينهما، ولكن كيف نُوفِّق بين الآية والحديث؟الله تعالى يُوحي لرسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم الحديث كما يُوحي له الآية، فكلاهما يصدر عن مِشْكاة واحدة ومصدر واحد.. على حَدِّ قوله تعالى:{  وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ… }[التوبة: 74].فالحَدثُ هنا واحد، فلم يُغْنِهم الله بما يناسبه والرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم بما يناسبه، بل هو غناء واحد وحَدث واحد، وكذلك ليس ثمة تعارضٌ بين الآية والحديث.. كيف؟الحق تبارك وتعالى كلَّف الإنسان بعد سِنِّ الرُّشْد والعقل، وأخذ يُوالي عليه النعم منذ صِغَره، وحينما كلَّفه كلَّفه بشيء يعود على الإنسان بالنفع والخير، ولا يعود على الله منه شيء، ثم بعد ذلك يُجازيه على هذا التكليف بالجنة.إذن: التكليف كله لمصلحة العبد في الدنيا والآخرة. إذن: تشريع الجزاء من الله في الآخرة هو مَحْضُ الفضل من الله، ولو أطاع العبدُ رَبّه الطاعة المطلوبة منه في الأفعال الاختيارية التكليفية لما وَفّى نِعَم الله عليه، وبذلك يكون الجزاء في الجنة فَضْلاً من الله ومنَّة.أو: أنهم حينما قالوا:{ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [النحل: 32].يريدون أن عملهم سبب عاديّ لدخول الجنة، ثم يكتسبونها بفضل الله.. فتجمع الآية بين العمل والفضل معاً؛ لذلك فإن الحق تبارك وتعالى يُقوّي هذا بقوله تعالى:{  قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }[يونس: 58].فهم لم يفرحوا بالعمل لأنه لا يَفِي بما هم فيه من نعمة، بل الفرحة الحقيقية تكون بفضل الله ورحمته وفي الدعاء ” اللهم عاملنا بالفضل لا بالعدل ” وأخيراً هل كانوا يعملون هكذا من عند أنفسهم؟ لا.. بل بمنهج وضعه لهم ربّهم تبارك وتعالى إذن: بالفضل لا بمجرد العمل.. ومثال ذلك: الوالد عندما يقول لولده: لو اجتهدت هذا العام وتفوقت سأعطيك كذا وكذا.. فإذا تفوَّق الولد كان كل شيء لصالحه: النجاح والهدية. ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-مد متصل:الْمَلَائِكَةُ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين