تفسير سورة النحل الاية 69 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 69

ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

تتحدث الايات عن:

-وفي الحديث قال رسول اللّه صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم: (عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن) “”رواه ابن ماجه عن ابن مسعود مرفوعاً، قال ابن كثير: وإسناده جيد””

-الآن ماذا حدث؟ نرى بعض الناس يقول: أكلتُ كثيراً من العسل، ولم أشعر له بفائدة.. نقول: لأننا تدخّلنا في هذه العملية، وأفسدنا الطبيعة التي خلقها الله لنا.. فالأصل أن نتركَ النحل يأكل من كُلّ الثمرات.. ولكن الحاصل أننا نضع له السكر مثلاً بدلاً من الزَّهْر والنوار الطبيعي، ولذلك تغيّر طعم العسل، ولم تَعُدْ له مَيْزته التي ذكرها القرآن الكريم-يقول الله تعالى { فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً } [النحل: 69].أي: تنقّلي حُرّة بين الأزهار هنا وهناك؛ ولذلك لا نستطيع أنْ نَبني للنحل بيوتاً يقيم فيها، لا بُدَّ له من التنقُّل من بستان لآخر، فإذا ما جَفَّتْ الزراعات يتغذَّى النحل من عسله، ولكن الناس الآن يأخذون العسل كله لا يتركون له شيئاً، ويضعون مكانه السكر ليتغذَّى منه طوال هذه الفترة.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-قوله تعالى: { فاسلكي سبل ربك ذللا} أي فاسلكيها مذللة لك، نص عليه مجاهد، وقوله تعالى: { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} ما بين أبيض وأصفر وأحمر، وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلاف مراعيها ومأكلها منها، وقوله: { فيه شفاء للناس} أي في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم. قال بعض من تكلم على الطب النبوي صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم : لو قال فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء؛ ولكن قال: فيه شفاء للناس روي عن مجاهد وابن جرير في قوله: { فيه شفاء للناس} أن المراد به القرآن وهذا قول صحيح في نفسه، ولكن ليس هو الظاهر هاهنا من سياق الآية، فإن الآية ذكر فيها العسل فالضمير يعود إليه واللّه أعلم ، أي يصلح لكل أحد من أدواء باردة، فإنه حار، والشيء يداوى بضده. عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أن رجلاً جاء إلى رسول اللّه صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم فقال إن أخي استطلق بطنه، فقال: (اسقه عسلاً) فذهب فسقاه عسلاً، ثم جاء فقال: يا رسول اللّه صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم سقيته عسلاً فما زاده استطلاقاً. قال: (اذهب فاسقه عسلاً)، فذهب فسقاه عسلاً، ثم جاء فقال: يا رسول اللّه صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم ما زاده إلا استطلاقاً، فقال رسول اللّه صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم: (صدق اللّه وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلاً)، فذهب فسقاه عسلاً فبرئ “”أخرجه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري””قال بعض العلماء بالطب: كان هذا الرجل عنده فضلات، فلما سقاه عسلاً وهو حار تحللت فأسرعت في الاندفاع، فزاده إسهالاً، فاعتقد الأعرابي أن هذا يضره وهو مصلحة لأخيه، ثم سقاه فازداد التحليل والدفع، ثم سقاه فكذلك، فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة بالبدن استمسك بطنه وصلح مزاجه واندفعت الأسقام والالآم ببركة إشارته عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام. وفي الصحيحين عن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم كان يعجبه الحلواء والعسل. وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال، قال رسول اللّه صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم: (الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنهى أمتي عن الكي) وقال البخاري، عن جابر بن عبد اللّه قال: سمعت رسول اللّه صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يقول: (إن كان في شيء من أدويتكم خير: ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي) وفي الحديث: (عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن) “”رواه ابن ماجه عن ابن مسعود مرفوعاً، قال ابن كثير: وإسناده جيد””، وعن علي بن أبي طالب أنه قال: إذا أراد أحدكم الشفاء فليكتب آية من كتاب اللّه في صحفة، وليغسلها بماء السماء، وليأخذ من امرأته درهماً عن طيب نفس منها، فليشتر به عسلاً فليشربه كذلك فإنه شفاء، أي من وجوه: قال اللّه تعالى: { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} ، وقال: { وأنزلنا من السماء ماء مباركا} ، وقال: { فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا} ، وقال في العسل: { فيه شفاء للناس} ، وقوله: { إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون} أي إن في إلهام اللّه لهذه الدواب الضعيفة الخلقة إلى السلوك في هذه المهامة والاجتناء من سائر الثمار، ثم جمعها للشمع والعسل وهو أطيب الأشياء لآية لقوم يتفكرون في عظمة خالقها ومقدرها ومسخرها وميسرها فيستدلون بذلك على أنه الفاعل القادر الحكيم العليم الكريم الرحيم.

تفسير الشيخ الشعراوى

1-عِلّة كَوْن العسل فيه شفاء للناس أنْ يأكلَ النحل من كُلِّ الثمرات ذلك لأن تنوُّع الثمرات يجعل العسل غنيّاً بالعناصر النافعة، فإذا ما تناوله الإنسان ينصرف كل عنصر منه إلى شيء في الجسم، فيكون فيه الشفاء بإذن الله.ولكن الآن ماذا حدث؟ نرى بعض الناس يقول: أكلتُ كثيراً من العسل، ولم أشعر له بفائدة.. نقول: لأننا تدخّلنا في هذه العملية، وأفسدنا الطبيعة التي خلقها الله لنا.. فالأصل أن نتركَ النحل يأكل من كُلّ الثمرات.. ولكن الحاصل أننا نضع له السكر مثلاً بدلاً من الزَّهْر والنوار الطبيعي، ولذلك تغيّر طعم العسل، ولم تَعُدْ له مَيْزته التي ذكرها القرآن الكريم.لذلك؛ فالمتتبع لأسعار عسل النحل يجد تفاوتاً واضحاً في سعره بين نوع وآخر، ذلك حَسْب جودته ومدى مطابقته للطبيعة التي حكاها القرآن الكريم.والحق سبحانه يقول{ فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً } [النحل: 69].أي: تنقّلي حُرّة بين الأزهار هنا وهناك؛ ولذلك لا نستطيع أنْ نَبني للنحل بيوتاً يقيم فيها، لا بُدَّ له من التنقُّل من بستان لآخر، فإذا ما جَفَّتْ الزراعات يتغذَّى النحل من عسله، ولكن الناس الآن يأخذون العسل كله لا يتركون له شيئاً، ويضعون مكانه السكر ليتغذَّى منه طوال هذه الفترة.

2-وقوله تعالى: { ذُلُلاً.. } [النحل: 69].أي: مُذلَّلة مُمهّدة طيِّعة، فتخرج النحل تسعى في هذه السُّبل، فلا يردها شيء، ولا يمنعها مانع، تطير هنا وهناك من زهرة لأخرى، وهل رأيت شجرة مثلاً رَدَّتْ نحلة؟!.. لا.. قد ذَلَّلَ الله لها حياتها ويسَّرها.ومن حكمته تعالى ورحمته بنا أنْ ذلَّلَ لنا سُبُل الحياة.. وذلَّل لنَا ما ننتفع به، ولولا تذليله هذه الأشياء ما انتفعنا بها.. فنرى الجمل الضخم يسوقه الصبي الصغير، ويتحكَّم فيه يُنيخه، ويُحمّله الأثقال، ويسير به كما أراد، في حين أنه إذا ثار الجمل أو غضب لا يستطيع أحدٌ التحكم فيه.. وما تحكَّم فيه الصبي الصغير بقوته ولكن بتذليل الله له.أما الثعبان مثلاً فهو على صِغَر حجمه يمثِّل خطراً يفزع منه الجميع ويهابون الاقتراب منه، ذلك لأن الله سبحانه لم يُذلِّلْه لنا، فأفزعنا على صِغَر حجمه.. كذلك لو تأمنا البرغوث مثلاً.. كم هو صغير حقير، ومع ذلك يقضّ مضاجعنا، ويحرمنا لذة النوم في هدوء.. فهل يستطيع أحدٌ أنْ يُذلِّل له البرغوث؟!وفي ذلك حكمة بالغة وكأن الحق سبحانه يقول لنا: إذا ذللتُ لكم شيئاً، ولو كان اكبر المخلوقات كالجمل والفيل تستطيعون الانتفاع به، وإن لم أذلِّله لكم فلا قدرة لكم على تذليله مهما كان حقيراً صغيراً.. إذن: الأمور ليست بقدرتك، ولكن خُذْها كما خلقها الله لك.{ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا.. } [النحل: 69].ذلك أن النحلة تمتصّ الرحيق من هنا ومن هنا، ثم تتم في بطنها عملية طَهْي ربانية تجعل من هذا الرحيق شَهْداً مُصفَّى؛ لأنه قد يظن أحدهم أنها تأخذ الرحيق، ثم تتقيؤه كما هو.. فلم يَقُلْ القرآن: من أفواهها، بل قال: من بطونها.. هذا المعمل الإلهي الذي يعطينا عسلاً فيه شفاء للناس.

3-{ شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ.. } [النحل: 69].ما دام النحل يأكل من كُلّ الثمرات، والثمرات لها عطاءاتٌ مختلفة باختلاف مادتها، واختلاف ألوانها، واختلاف طُعومها وروائحها.. إذن: لا بُدَّ أن يكون شراباً مختلفاً ألوانه.

4-{ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ… } [النحل: 69].لذلك وجدنا كثيراً من الأطباء، جزاهم الله خيراً يهتمون بعسل النحل، ويُجْرون عليه كثيراً من التجارب لمعرفة قيمته الطبية، لكن يعوق هذه الجهود أنهم لا يجدون العسل الطبيعي كما خلقه الله.ومع ذلك ومع تدخّل الإنسان في غذاء النحل بقيت فيه فائدة، وبقيت فيه صفة الشفاء، وأهمها امتصاص المائية من الجسم، وأيّ ميكروب تريد أنْ تقضيَ عليه قم بامتصاص المائية منه يموت فوراً.فإذا ما توفَّر لنا العسل الطبيعي الذي خلقه الله تجلَّتْ حكمة خالقه فيه بالشفاء، ولكنه إذا تدخّل الإنسان في هذه العملية أفسدها.. فالكون كله الذي لا دَخْلَ للإنسان فيه يسير سَيْراً مستقيماً لا يتخلَّف، كالشمس والقمر والكواكب.. الخ إلا الإنسان فهو المخلوق الوحيد الذي يخرج عن منهج الله.فالشيء الذي لك دَخْلٌ فيه، إما أنْ تتدخّل فيه بمنهج خالقه أو تتركه؛ لأنك إذا تدخلْتَ فيه بمنهج خالقه يعطيك السلامة والخير، وإنْ تدخلْتَ فيه بمنهجك أنت أفسدتَه.والحق سبحانه وتعالى يقول:{  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }[البقرة: 11].إنهم لا يعرفون.. لا يُفرِّقون بين الفساد والصلاح.وفي القرآن أمثلة للناس الذين يُفسِدون في الأرض ويحسَبون أنهم يُحسِنون صُنْعاً، يقول تعالى:{  قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }[الكهف: 103-104].فالذي اخترع السيارة وهذه الآلات التي تنفث سمومها وتُلوّث البيئة التي خلقها الله.. صحيح وفَّر لنا الوقت والمجهود في الحمل والتنقُّل، ولكن انظر إلى ما أصاب الناس من عَطَب بسبب هذه الآلات.. انظر إلى عوادم السيارات وآثارها على صحة الإنسان.كان يجب على مخترع هذه الآلات أنْ يوازنَ بين ما تؤديه من منفعة وما تُسبِّبه من ضرر، وأضاف إلى الأضرار الصحية ما يحدث من تصادمات وحوادث مُروّعة تزهق بسببها الأرواح.. وبالله هل رأيت أن تصادمَ جملان في يوم من الأيام.. فلا بُدَّ إذن أن نقيسَ المنافع والأضرار قبل أنْ نُقدِم على الشيء حتى لا نُفِسد الطبيعة التي خلقها الله لنا.وقوله تعالى:{ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ…. } [النحل: 69].الناس: جَمْعٌ مختلفُ الداءات باختلاف الأفراد وتعاطيهم لأسباب الداءات، فكيف يكون هذا الشراب شفاءٌ لجميع الداءات على اختلاف أنواعها؟.. نقول: لأن هذا الشراب الذي أعدَّه الله لنا بقدرته سبحانه جاء مختلفاً ألوانه.. من رحيق مُتعدِّد الأنواع والأشكال والطُّعوم والعناصر.. ليس مزيجاً واحداً يشربه كل الناس، بل جاء مختلفاً متنوعاً باختلاف الناس، وتنوّع الداءات عندهم.. وكأن كل عنصر منه يُداوِي داءً من هذه الدَّاءات.

5-وقوله تعالى:{ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل: 69]. التفكّر: أنْ تُفكّر فيما أنت بصدده لتستنبطَ منه شيئاً لستَ بصدده، وبذلك تُثري المعلومات؛ لأن المعلومات إذا لم تتلاقح، إذا لم يحدث فيها توالد تقف وتتجمّد، ويُصاب الإنسان بالجمود الطموحي، وإذا أصيب الإنسان بهذا الجمود توقّف الارتقاء؛ لأن الارتقاءات التي نراها في الكون هي نتيجة التفكُّر وإعمال العقل.لذلك فالحق سبحانه يُنبِّهنا حينما نمرُّ على ظاهرة من ظواهر الكون، ألا نمر عليها غافلين مُعرضين، بل نفكر فيها ونأخذها بعين الاعتباريقول تعالى:{  وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }[يوسف: 105].ففي الآية حَثٌّ على التفكّر في ظواهر الكون، وفيها تحذير من الإعراض والغفلة عن آيات الله، فبالفكر نستنبط من الكون ما نستفيد به.ولو أخذنا مثلاً الذي اخترع الآلة البخارية.. كيف توصل إلى هذا الاختراع الذي أفاد البشرية؟ نجد أنه توصل إليه حينما رأى القِدْر الذي يغلي على النار يرتفع غطاؤه مع بخار الماء المتصاعد أثناء الغليان فسأل نفسه: لماذا يرتفع الغطاء؟ واستعمل عقله وأعمل تفكيره حتى توصَّل إلى قوة البخار المتصاعد، واستطاع توظيف هذه القوة في تسيير ودفع العربات.وكذلك أرشميدس ـ وغيره كثيرون ـ توصلوا بالاعتبار والتفكُّر في ظواهر الكون، إلى قوانين في الطبيعة أدت إلى اختراعات نافعة نتمتع نحن بها الآن، فالذي اخترع العجلة، كم كانت مشقة الإنسان في حَمْل الأثقال؟ وما أقصى ما يمكن أنْ يحمله؟ فبعد أنْ اخترعوا العجلات واستُخدِمت في الحمل تمكّن الإنسان من حَمْل وتحريك أضعاف أضعاف ما كان يحمله.الذي اخترع خزانات المياه.. كم كانت المشقة في استخراج الماء من البئر؟ أو من النهر؟ فبعد عمل الخزانات وضَخِّ المياه أصبحنا نجد الماء في المنازل بمجرد فَتْح الصنبور.هذه كلها ثمرات العقل حينما يتدبَّر، وحينما يُفكِّر في ظواهر الكون، ويستخدم المادة الخام التي خلقها الله وحثَّنا على التفكُّر فيها والاستنباط منها.. وكأن الحق سبحانه يقول لنا: لقد أعطيتكم ضروريات الحياة، فإنْ أردتُم ترفَ الحياة وكمالياتها فاستخدموا نعمة العقل والتفكير والتدبّر لتصلوا إلى هذه الكماليات.وهنا الحق سبحانه يلفتنا لَفْتةً أخرى.. وهي أنه سبحانه يجعل من المحسّات ما يُقرّب لنا المعنويّات ليلفتنا إلى منهجه سبحانه؛ ولذلك ينقلنا هذه النَّقْلة من المحسوس إلى المعنوي، فيقول تعالى: { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-إدغام بغنة:ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ-شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ-لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

إظهار:شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ

مد متصل:شِفَاءٌ

إدغام كامل:شِفَاءٌ لِلنَّاسِ-لَآيَةً لِقَوْمٍ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 68 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 68

وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ

تتحدث الايات عن:

-الوحي: إعلام من مُعْلِم أعلى لمُعْلَم أدنى بطريق خفيّ لا نعلمه نحن، فلو أعلمه بطريق صريح فلا يكون وَحْياً فالوَحْي إذن يقتضي: مُوحِياً وهو الأعلى، ومُوحَىً إليه وهو الأَدْنَى، ومُوحًى به وهو المعنى المراد من الوَحْي هذا هو وَحْي الله إلى ما يشاء من خَلْقه: إلى الملائكة، إلى الأرض، إلى الرسل، إلى عباده المقرّبين، إلى أم سيدنا موسى، إلى النحل.. الخ.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-المراد بالوحي هنا الإلهام والهداية والإرشاد للنحل، أن تتخذ من الجبال بيوتاً تأوي إليها، ومن الشجر ومما يعرشون، ثم أذن لها تعالى إذناً قدريا تسخيريا أن تأكل من كل الثمرات، وأن تسلك الطرق التي جعلها اللّه تعالى مذللة لها أي مسهلة عليها حيث شاءت من هذا الجو العظيم والبراري الشاسعة والأودية والجبال الشاهقة، ثم تعود كل واحدة منها إلى بيتا وما لها فيه من فراخ وعسل، فتبني الشمع من أجنحتها، وتقيء العسل من فيها، ثم تصبح إلى مراعيها.

تفسير الشيخ الشعراوى

1-النحل خَلْق من خَلْق الله، وكل خَلْق لله أودع الله فيه وفي غرائزه ما يُقيم مصالحه، يشرح ذلك قوله تعالى:{  ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ * وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ }[الأعلى:2-3]أي خلق هذه كذا وهذه كذا حَسْب ما يتناسب مع طبيعته ولذلك تجد ما دون الإنسان يسير على منهج لا يختلف فالإنسان مثلاً قد يأكل فوق طاقته وقد يصل إلى حَدِّ التُّخْمة ثم بعد ذلك يشتكي مرضاً ويطلب له الدواء أما الحيوان فإذا ما أكل وجبته، وأخذ ما يكفيه فلا يزيد عليه أبداً، وإنْ أجبرته على الأكل؛ ذلك لأنه محكوم بالغريزة الميكانيكية، وليس له عقل يختار به وضربنا مثلاً للغريزة في الحيوان بالحمار الذي يتهمونه دائماً ويأخذونه مثلاً للغباء، إذا سُقْتَه ليتخطى قناة ماء مثلاً وجدته ينظر إليها وكأنه يقيس المسافة بدقة.. فإذا ما وجدها في مقدوره قفزها دون تردد، وإذا وجدها فوق طاقته، وأكبر من قدرته تراجع ولم يُقدِم عليها، وإنْ ضربتَه وصِحْتَ به.. فلا تستطيع أبداً إجباره على شيء فوق قدرته.ذلك لأنه محكوم بالغريزة الآلية التي جعلها الله سبحانه فيه، على خلاف الإنسان الذي يفكر في مثل هذه الأمور ليختار منها ما يناسبه، فهذه تكون كذا، وهذه تكون كذا، فنستطيع أن نُشبِّه هذه الغريزة في الحيوان بالعقل الإلكتروني الذي لا يعطيك إلا ما غذَّيته به من معلومات.. أما العقل البشري الرباني فهو قادر على التفكير والاختيار والمفاضلة بين البدائل.

2-يقول الحق سبحانه:{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ } [النحل 68]الحق تبارك وتعالى قد يمتنّ على بعض عبادة ويُعلّمهم لغة الطير والحيوان، فيستطيعون التفاهم معه ومخاطبته كما في قصة سيدنا سليمان عليه السلام والله سبحانه الذي خلقها وأبدعها يُوحِي إليها ما يشاء فما هو الوحي؟الوحي: إعلام من مُعْلِم أعلى لمُعْلَم أدنى بطريق خفيّ لا نعلمه نحن، فلو أعلمه بطريق صريح فلا يكون وَحْياً فالوَحْي إذن يقتضي: مُوحِياً وهو الأعلى، ومُوحَىً إليه وهو الأَدْنَى، ومُوحًى به وهو المعنى المراد من الوَحْي.والحق ـ تبارك وتعالى ـ له طلاقة القدرة في أنْ يُوحي ما يشاء لما يشاء من خَلْقه وقد أوحى الحق سبحانه وتعالى إلى الجماد في قوله تعالى:{  إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ ٱلإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا }[الزلزلة: 1-5].أعلمها بطريق خفيّ خاص بقدرة الخالق في مخلوقه وهنا أوحى الله إلى النحل وأوحى الله إلى الملائكة{  إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }
[الأنفال: 12] وأوحى إلى الرسل:{  إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ}[النساء: 163].وأوحى إلى المقربين من عباده:{  وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي.. }[المائدة: 111].وقد أوحى إليهم بخواطر نورانية تمرُّ بقلوبهموأوحى سبحانه إلى أم موسى:{  وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ.. }[القصص: 7].هذا هو وَحْي الله إلى ما يشاء من خَلْقه: إلى الملائكة، إلى الأرض، إلى الرسل، إلى عباده المقرّبين، إلى أم موسى، إلى النحل.. الخ.وقد يكون الوحي من غيره سبحانه، ويُسمَّى وَحْياً أيضاً، كما في قوله تعالى:{  وَإِنَّ ٱلشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ.. }[الأنعام: 121].وقوله:{  يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً.. }[الأنعام: 112].لكن إذا أُطلِقَتْ كلمة (الوَحْي) مُطْلقاً بدون تقييد انصرفتْ إلى الوحي من الله إلى الرسل؛ لذلك يقول علماء الفقه: الوحي هو إِعلامُ الله نبيه بمنهجه، ويتركون الأنواع الأخرى: وَحْي الغرائز، وَحْي التَكوين، وَحْي الفطرة.. الخ.

3-وقوله: { أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } [النحل: 68].كثير من الباحثين شغوفون بدراسة النحل ومراحل حياته منذ القدم، ومن هؤلاء باحث تتبّع المراحل التاريخية للنحل، فتوصّل إلى أن النحل أول ما وُجِد عاش في الجبال، ثم اتخذ الشجر، وجعل فيها أعشاشه، ثم اتخذ العرائش التي صنعها له البشر، وهي ما نعرفه الآن باسم الخلية الصناعية أو المنحل، ووَجْه العجب هنا أن هذا الباحث لا يعرف القرآن الكريم، ومع ذلك فقد تطابق ما ذهب إليه مع القرآن تمام التطابق.وكذلك توصَّل إلى أن أقدمَ أنواع العسل ما وُجِد في كهوف الجبال، وقد تَوصَّلوا إلى هذه الحقيقة عن طريق حَرْق العسل وتحويله إلى كربون، ثم عن طريق قياس إشعاع الكربون يتم التوصّل إلى عمره.. وهكذا وجدوا أن عسل الكهوف أقدم أنواع العسل، ثم عسل الشجر، ثم عسل الخلايا والمناحل.إذن: أوحى الله تعالى إلى النحل بطريق خفيّ لا نعلمه نحن، وعملية الوحي تختلف باختلاف الموحِي والموحَي إليه، ويمكن أنْ نُمثّل هذه العملية بالخادم الفَطِن الذي ينظر إليه سيده مُجرد نظرة فيفهم منها كل شيء: أهو يريد الشراب؟ أم يريد الطعام؟ أم يريد كذا؟ثم يقول الحق سبحانه: { ثُمَّ كُلِي مِن… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-إدغام بغنة:بُيُوتًا وَمِنَ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 67 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 67

وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

تتحدث الايات عن:

-يعطينا الحق سبحانه هنا عبرةً فقد نزلتْ هذه الآيات قبل تحريم الخمر.وكأن الآية تحمل مُقدّمة لتحريم الخمر الذي يستحسنونه الآن ويمتدحونه؛ ولذلك يقول العلماء: إن الذي يقرأ هذه الآية بفِطنة المستقْبِل عن الله يعلم أن لله حُكْماً في السَّكر سيأتي.كيف توصَّلوا إلى أن لله تعالى حُكْماً سيأتي في السَّكر؟قالوا: لأنه قال في وصف الرزق بأنه حسن، في حين لم يَصِفْ السَّكر بأنه حسن، فمعنى ذلك أنه ليس حسناً؛ ذلك لأننا نأكل ثمرات النخيل (البلح) كما هو، وكذلك نأكل العنب مباشرة دون تدخُّل مِنّا فيما خلق الله لنا.أما أنْ نُغيّر من طبيعته حتى يصير خمراً مُسْكراً، فهذا إفساد في الطبيعة التي اختارها الله لنا لتكون رزقاً حَسناً.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

ولما ذكر اللبن وأنه تعالى جعله شرابا للناس سائغا ثنى بذكر ما يتخذه الناس من الأشربة من ثمرات النخيل والأعناب، وما كانوا يصنعون من النبيذ المسكر قبل تحريمه، ولهذا امتن به عليهم فقال: { ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا} ، قال ابن عباس: السكر ما حرم من ثمرتيهما، والرزق الحسن ما أحل من ثمرتيهما، وفي رواية: السكر حرامه، والرزق الحسن حلاله، يعني ما يبس منهما من تمر وزبيب، وما عمل منهما من طلاء وهو الدبس وخل ونبيذ حلال يشرب قبل أن يشتد، كما وردت السنة بذلك { إن في ذلك لآية لقوم يعقلون} ناسب ذكر العقل ههنا فإنه أشرف ما في الإنسان، ولهذا حرمه اللّه على هذه الأمة الأشربة المسكرة صيانة لعقولها وقال اللّه تعالى: { وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون} ؟)الحمد لله رب العالمين).

تفسير الشيخ الشعراوى

1-ثمرات النخيل هي: البلح. والأعناب هو: العنب الذي نُسمّيه الكَرْم. والتعبير القرآني هنا وإن امتنَّ على عباده بالرزق الحسن، فإنه لا يمتنّ عليهم بأن يتخذوا من الأعناب سكراً: أي مُسْكِراً، ولكن يعطينا الحق سبحانه هنا عبرةً فقد نزلتْ هذه الآيات قبل تحريم الخمر.وكأن الآية تحمل مُقدّمة لتحريم الخمر الذي يستحسنونه الآن ويمتدحونه؛ ولذلك يقول العلماء: إن الذي يقرأ هذه الآية بفِطنة المستقْبِل عن الله يعلم أن لله حُكْماً في السَّكر سيأتي.كيف توصَّلوا إلى أن لله تعالى حُكْماً سيأتي في السَّكر؟قالوا: لأنه قال في وصف الرزق بأنه حسن، في حين لم يَصِفْ السَّكر بأنه حسن، فمعنى ذلك أنه ليس حسناً؛ ذلك لأننا نأكل ثمرات النخيل (البلح) كما هو، وكذلك نأكل العنب مباشرة دون تدخُّل مِنّا فيما خلق الله لنا.أما أنْ نُغيّر من طبيعته حتى يصير خمراً مُسْكراً، فهذا إفساد في الطبيعة التي اختارها الله لنا لتكون رزقاً حَسناً.وكأنه سبحانه يُنبّه عباده، أنَا لا أمتنُّ عليكم بما حرَّمْتُ، فأنا لم أُحرِّمه بَعْد، فاجعلوا هذا السَّكر ـ كما ترونه ـ متعةً لكم، ولكن خذوا منه عبرة أَنِّي لم أَصِفْه بالحُسْن؛ لأنه إنْ لم يكُنْ حَسَناً فهو قبيح، فإذا ما جاء التحريم فقد نبهتكم من بداية الأمر.

2-ثم يقول تعالى:{ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [النحل: 67].لأن العقل يقتضي أنْ نُوازِنَ بين الشيئين، وأن نسأل: لماذا لم يوصف السَّكر بأنه حَسَن؟.. أليس معناه أن الله تعالى لا يحب هذا الأمر ولا يرضاه لكم؟إذن: كأن في الآية نيّة التحريم، فإذا ما أنزل الله تحريم الخمر كان هذا تمهيداً له.والآية هي: الأمر العجيب الذي يُنبئكم الله الذي خلق لكم هذه الأشياء لسلامة مبانيكم وقوالبكم المادية، قادر ومأمون على أن يُشرّع لكم ما يضمن سلامة معانيكم وقلوبكم القيمية الروحية.ثم يقول الحق سبحانه: { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ.. }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-إدغام بغنة:سَكَرًا وَرِزْقًا-لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

-إدغام كامل:لَآيَةً لِقَوْمٍ

إظهار:وَرِزْقًا حَسَنًا

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 66 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 66

وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ

تتحدث الايات عن:

-{ وإن لكم في الأنعام لعبرة } اعتبار { نسقيكم } بيان للعبرة { مما في بطونه } أي الأنعام { من } للابتداء متعلقة بنسقيكم { بين فرث } ثفل الكرش { ودمٍ لبناً خالصاً } لا يشوبه شيء من الفرث والدم من طعم أو ريح أو لون أو بينهما { سائغاًً للشاربين } سهل المرور في حلقهم لا يغص به .وكأن الحق سبحانه يعطينا هذه العبرة لينقلنا من المعنى الحسيِّ الذي نشاهده إلى المعنى القيميّ في المنهج، فالذي صنع لنا هذه العبرة لإصلاح قالبنا قادرٌ على أن يصنعَ لنا من المنهج ما يُصلِح قلوبنا(اللهم استودعك ان تصلح قلبى يا رب العالمين فلا اضيع يارب العالمين)

-الذي يريد أن يفعل الخير والمعروف يسعى إليه ويحتال للوصول إليه وكأنه احتال أنْ يفهمهم، وصبر عليهم حتى توصّل إلى طريقة للتفاهم معهم، في حين أنه كان قادراً على ترْكهم والانصراف عنهم، وحُجّته أنهم لا يفقهون ولا يتكلمون.فلما أراد ذو القرنين أن يبني لهم السد لن يَبْنِ هو بنفسه، بل علَّمهم كيف يكون البناء، حتى يقوموا به بأنفسهم متى أرادوا ولا يحتاجون إليه.. فقال:{  آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً }[الكهف: 96].إذن: علَّمهم وأحسن إليهم إحساناً دائماً لا ينتهي.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-يقول تعالى: { وإن لكم} أيها الناس { في الأنعام} وهي الإبل والبقر والغنم { لعبرة} أي لآية ودلالة على حكمه خالقها وقدرته ورحمته ولطفه، { نسقيكم مما في بطونه} الضمير عائد على الحيوان، فإن الأنعام حيوانات، أي نسقيكم مما في بطن هذا الحيوان، وفي الآية الأخرى { مما في بطونها} ويجوز هذا وهذا، كما في قوله: { كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره} ، وقوله: { من بين فرث ودم لبنا خالصا} أي يتخلص الدم بياضه وطعمه وحلاوته، من بين فرث ودم في باطن الحيوان، فيسري كل إلى موطنه إذا نضج الغذاء في معدته، فينصرف منه دم إلى العروق، ولبن إلى الضرع، وبول إلى المثانة، وروث إلى المخرج، وكل منها لا يشوب الآخر، ولا يمازجه بعد انفصاله عنه ولا يتغير به. وقوله: { لبنا خالصا سائغا للشاربين} أي لا يغص به أحد.

تفسير الشيخ الشعراوى

1-الكون الذي خلقه الله تعالى فيه أجناس متعددة، أدناها الجماد المتمثل في الأرض والجبال والمياه وغيرها، ثم النبات، ثم الحيوان، ثم الإنسان وفي الآية السابقة أعطانا الحق تبارك وتعالى نموذجاً للجماد الذي اهتزَّ بالمطر وأعطانا النبات، وهنا تنقلنا هذه الآية إلى جنس أعلى وهو الحيوان.{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً… } [النحل: 66].والمقصود بالأنعام: الإبل والبقر والغنم والماعز، وقد ذُكِرتْ في سورة الأنعام في قوله تعالى:{  ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ… }[الأنعام: 143-144].هذه هي الأنعام.

2-وقوله سبحانه: { لَعِبْرَةً } العِبْرة: الشيء الذي تعتبرون به، وتستنجون منه ما يدلكم على قدرة الصانع الحكيم سبحانه وتعالى، وتأخذون من هذه الأشياء دليلاً على صِدْق منهجه سبحانه فتصدقونه.ومن معاني العبرة: العبور والانتقال من شيء لآخر.. أي: أن تأخذ من شيء عبرة تفيد في شيء آخر. ومنها العَبْرة (الدمعة)، وهي: شيء دفين نبهْتَ عنه وأظهرتَهُ.والمراد بالعبرة في خلق الأنعام:{ نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ } [النحل: 66].مادة: سقى جاءت في القرآن مرة ” سقى “ومرة ” أَسْقى” ، وبعضهم قال: إن معناهما واحد، ولكن التحقيق أن لكل منهما معنًى، وإن اتفقا في المعنى العام. سقى: كما في قوله تعالى:{  وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً }[الإنسان: 21].أي: أعطاهم ما يشربونه ومضارعه يَسقي. ومنها قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام:{  فَسَقَىٰ لَهُمَا }
[القصص: 24] أما أسقى: كما في قوله تعالى:{  فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }[الحجر: 22]فمعناه أنه سبحانه أنزل الماء من السماء لا يشربه الناس في حال نزوله ولكن ليكون في الأرض لمن أراد أنْ يشربَ فالحق تبارك وتعالى لم يفتح أفواه الناس أثناء نزول المطر ليشربوا منه لا بل هو مخزون في الأرض لمن أراده. والمضارع من أَسْقى: يُسقي.إذن: هناك فَرْق بين الكلمتين، وإنِ اتفقنا في المعنى العام.. وفرْق بين أن تُعطي ما يُستفَادُ منه في ساعته، مثل قوله:{  وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ}[الإنسان: 21].وبين أنْ تعطي ما يمكن الاستفادة منه فيما بعد كما في قوله:{  فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ }[الحجر: 22].لذلك يقولون: إن الذي يصنع الخير قد يصنعه عاجلاً، فيعطي المحتاج مثلاً رغيفاً يأكله، وقد يصنعه مؤُجّلاً فيعطيه ما يساعده على الكسْب الدائم ليأكل هو متى يشاء من كسْبه.والحق ـ تبارك وتعالى ـ أعطانا هذه الفكرة في سورة الكهف، في قصة ذي القرنين، قال تعالى:{  حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً }[الكهف: 93].فما داموا لا يفقهون قَوْلاً.. فكيف تفاهم معهم ذو القرنين، وكيف قالوا:{  يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً }[الكهف: 94].نقول: الذي يريد أن يفعل الخير والمعروف يسعى إليه ويحتال للوصول إليه وكأنه احتال أنْ يفهمهم، وصبر عليهم حتى توصّل إلى طريقة للتفاهم معهم، في حين أنه كان قادراً على ترْكهم والانصراف عنهم، وحُجّته أنهم لا يفقهون ولا يتكلمون.فلما أراد ذو القرنين أن يبني لهم السد لن يَبْنِ هو بنفسه، بل علَّمهم كيف يكون البناء، حتى يقوموا به بأنفسهم متى أرادوا ولا يحتاجون إليه.. فقال:{  آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً }[الكهف: 96].إذن: علَّمهم وأحسن إليهم إحساناً دائماً لا ينتهي.

3-وقوله{ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66]أي مما في بطون الأنعام فقد ذكَّر الضمير في (بطونه)باعتبار إرادة الجنس وقد أراد الحق سبحانه أن يخرج هذا اللبن:{ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً } [النحل: 66].والفَرْث في كرش الحيوان من فضلات طعامه.فالعبرة هنا أن الله تعالى أعطانا من بين الفَرْث، وهو رَوَثُ الأنعام وبقايا الطعام في كرشها، وهذا له رائحة كريهة، وشكل قذر مُنفّر، ومن بين دم، والدم له لونه الأحمر، وهو أيضاً غير مستساغ؛ ومنهما يُخرِج لنا الخالق سبحانه لبناً خالصاً من الشوائب نقياً سليماً من لون الدم ورائحة الفَرْث.ومَنْ يقدر على ذلك إلا الخالق سبحانه؟

4-ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله واصفاً هذا اللبن:{ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ } [النحل: 66].أي: يسيغه شاربه ويستلذّ به، ولا يُغَصُّ به شاربه، بل هو مُسْتساغ سَهْل الانزلاق أثناء الشُّرْب؛ لأن من الطعام أو الشراب ما يحلو لك ويسُوغ وتهنأ به، ولكنه قد لا يكون مريئاً ولذلك، فالحق سبحانه يقول:{  فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً }[النساء: 4].هنيئاً أي: تستلِذّون به، ومريئاً: أي نافعاً للجسم، يمري عليك؛ لأنك قد تجد لَذة في شيء أثناء أَكْله أو شُرْبه، ثم يسبِّب لك متاعب فيما بَعْدفهو هَنِيءٌ ولكنه غير مَرِيء فاللبن من نِعَم الله الدالة على قدرته سبحانه وفي إخراجه من بين فَرْث ودم عبرة وعِظَة، وكأن الحق سبحانه يعطينا هذه العبرة لينقلنا من المعنى الحسيِّ الذي نشاهده إلى المعنى القيميّ في المنهج، فالذي صنع لنا هذه العبرة لإصلاح قالبنا قادرٌ على أن يصنعَ لنا من المنهج ما يُصلِح قلوبنا.ثم يقول الحق سبحانه: { وَمِن ثَمَرَاتِ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-إدغام بغنة:لَعِبْرَةً ۖ نُسْقِيكُمْ-فَرْثٍ وَدَمٍ

-إدغام كامل:لَبَنًا خَالِصًا-سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ

إظهار:لَبَنًا خَالِصًا

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 65 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 65

وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ

تتحدث الايات عن:

-ا{ والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض } بالنبات { بعد موتها } يبسها { إن في ذلك } المذكور { لآية } دالة على البعث { لقوم يسمعون } سماع تدبر .

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-قال تعالى لرسوله صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم إنه إنما أنزل عليه الكتاب ليبين للناس الذي يختلفون فيه، فالقرآن فاصل بين الناس في كل ما يتنازعون فيه، { وهدى} أي للقلوب، { ورحمة} أي لمن تمسك به، { لقوم يؤمنون} ، وكما جعل سبحانه القرآن حياة القلوب الميتة بكفرها كذلك يحيي الأرض بعد موتها بما أنزله عليها من السماء من ماء { إن في ذلك لآية لقوم يسمعون} أي يفهمون الكلام ومعناه.

تفسير الشيخ الشعراوى

1-الحق تبارك وتعالى في هذه الآية ينقلنا إلى آية مادية مُحسّة لا ينكرها أحد، وهي إنزال المطر من السماء، وإحياء الأرض الميتة بهذا المطر؛ ليكون ذلك دليلاً محسوساً على قدرته تعالى، وأنه مأمون على خَلْقه.وكأنه سبحانه يقول لهم: إذا كنتُ أنا أعطيكم كذا وكذا، وأُوفّر لكم الأمر المادي الذي يفيد عنايتي بكم، فإذا أنزلتُ لكم منهجاً ينفعكم ويُصلح أحوالكم فصدّقوه.فهذا دليل ماديّ مُحَسّ يُوصِّلهم إلى تصديق المنهج المعنوي الذي جاء على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم في قوله تعالى:{  وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }[الإسراء: 82].وقوله: { وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً… } [النحل: 65].هذه آية كونية مُحسَّة لا ينكرها أحد.

2-ثم يقول: { فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } [النحل: 65].موت الأرض، أي حالة كَونْها جدباء مُقفرة لا زرعَ فيها ولا نبات، وهذا هو الهلاك بعينه بالنسبة لهم، فإذا ما أجدبتْ الأرض استشرفوا لسحابة، لغمامة، وانتظروا منها المطر الذي يُحيي هذه الأرض الميتة يُحييها بالنبات والعُشْب بعد أنْ كانت هامدة ميتة.فلو قبض ماء السماء عن الأرض لَمُتُّمْ جوعاً، فخذوا من هذه الآية المحسَّة دليلاً على صدق الآية المعنوية التي هي منهج الله إليكم على يد رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم، فكما أمِنْتَنِي على الأولى فأْمَنِّي على الثانية.

3-وقوله: { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } [النحل: 65].مع أن هذه الآية تُرَى بالعين ولا تُسْمع، قال القرآن:{ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } [النحل: 65]. لماذا؟قالوا: لأن الله سبحانه أتى بهذه الآية لِيلْفتَهم إلى المنهج الذي سيأتيهم على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم ، وهذا المنهج سَيُسمع من الرسول المبلّغ لمنهج الله.مثال ذلك أيضاً في قوله تعالى:{  قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ }[القصص: 71].فالضياء يُرى لا يُسمع.. لكنه قال: { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } لأنه يتكلم عن الليل، ووسيلة الإدراك في الليل هي السمع.ثم يقول الحق تبارك وتعالى: { وَإِنَّ لَكُمْ فِي… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-مد متصل:السَّمَاءِ -مَاءً

-إدغام بغنة:لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ

-إدغام كامل:لَآيَةً لِقَوْمٍ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 64 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 64

وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

تتحدث الايات عن:

-القرآن الكريم يسمعه المؤمن به، فيكون له هدىً ورحمة ويترك في نفسه إشراقات نورانية تتسامى به وترتفع إلى أعلى الدرجات في حين يسمعه آخر فلا يَعي منه شيئاً .وصف الحق تبارك وتعالى القرآن بأنه رحمة فقال:{  وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }[الإسراء: 82]

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-قال تعالى لرسوله صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم إنه إنما أنزل عليه الكتاب ليبين للناس الذي يختلفون فيه، فالقرآن فاصل بين الناس في كل ما يتنازعون فيه، { وهدى} أي للقلوب، { ورحمة} أي لمن تمسك به، { لقوم يؤمنون}

تفسير الشيخ الشعراوى

1-فالكتاب هو القرآن الكريم وقَوْل الحق سبحانه:{ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ} [النحل: 64]دليل على أن أتباع الرسل السابقين نشأ بينهم خلاف، فأيُّ خلاف هذا طالما أنهم تابعون لنبي واحد؟ ما سببه؟قالوا سبب هذا الخلاف ما يُسمُّونه بالسلطة الزمنية ولتوضيح معنى السلطة الزمنية نضرب مثلاً بواحد كان شيخاً لطريقة مثلاً، بواحد كان شيخاً لطريقة مثلاً، فلما مات تنازع الخلافة أبناؤه من بعده كُلٌ يريدها له، وأخذ يجمع حوله مجموعة من أتباع أبيه فلو كانت الخلافة هذه واضحة في أذهانهم ما حدث هذا الخلاف.وكذلك السلطة الزمنية حدثت في أتباع الرسل الذين أخذوا يكتبون الصكوك، ويذكرون ما يحبون وما يرونه صواباً من وجهة نظرهم كل هؤلاء كان لهم نفوذ بما نُسميه السلطة الزمنية فكيف إذن يتركون سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم يأخذ منهم هذه السلطة ويُضيع عليهم ما هم فيه من سيادة فقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم لِيُبيّن لهم أي: يردّهم إلى جَادّة الحق، وإلى الطريق المستقيم.

2-وقوله تعالى:{ وَهُدًى وَرَحْمَةً} [النحل: 64].الهدى: معناه بيان الطريق الواضح للغاية النافعة، والطريق لا يكون واضحاً إلا إذا خَلا من الصِّعاب والعقبات، وخلا أيضاً من المخاوف، فهو طريق واضح مأمون سهل، وأيضاً يكون قصيراً يُوصّلك إلى غايتك من أقصر الطرق وضد الهدى هو الضلال وهو أنْ يُضلّك فإنْ أردتَ طريقاً وجَّهك إلى غيره، ودَلّك على سواه، أو دَلّك على طريق به مخاوف وعقبات أما الرحمة، فقد وصف الحق تبارك وتعالى القرآن بأنه رحمة فقال:{  وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }[الإسراء: 82]. فكيف يكون القرآن شفاءً؟ وكيف يكون رحمة؟الشفاء: إذا أصابنا داء ربنا سبحانه وتعالى يقول: طيّبوا داءكم وداووا أمراضكم بكذا وكذا، ورُدُّوا الحكم إلى الله هذا شفاء.أما الرحمة: فهي أن يمنع أن يأتي الداء مرة أخرى، فتكون وقاية تقتلع الداء من أصله فلا يعود.ومِثْل هذا يحدث في عالم الطب، فقد تذهب إلى طبيب لِيُعالجك من داء معين.. بثور في الجلد مثلاً، فلا يهتم إلا بما يراه ظاهراً، ويصف لك ما يداوي هذه البثور ثم بعد ذلك تُعاودك مرة أخرى.أما الطبيب الحاذق الماهر فلا ينظر إلى الظاهر فقط، بل يبحث عن سببه في الباطن، ويحاول أن يقتلع أسباب المرض من جذورها، فلا تُعاودك مرة أخرى.ولذلك، لو نظرنا إلى قصة أيوب ـ عليه السلام ـ وما ابتلاه الله به نرى فيها مثالاً رائعاً لعلاج الظاهر والباطن معاً، فقد ابتلاه ربُّه ببلاء ظهر أثره على جسمه واضحاً، ولما أذن له سبحانه بالشفاء قال له:{  ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ }[ص: 42].(مُغْتَسَلٌ): أي. يغسل ويُزيل ما عندك من آثار هذا البلاء.(وَشَرَابٌ): أي. شراب يشفيك من أسباب هذا البلاء فلا يعود.وكذلك الحال في علاج المجتمع، فقد جاء القرآن الكريم وفي العَالَم فساد كبير، وداءاتٌ متعددة، لا بُدَّ لها من منهج لشفاء هذه الداءاتِ، ثم نعطيها مناعاتٍ تمنع عودة هذه الداءات مرة أخرى.

3-وقوله تعالى:{ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [النحل: 64].أي: أن هذا القرآن فيه هدى ورحمة لمَنْ آمن بك وبرسالتك؛ لأن الطبيب الذي ضربناه مثلاً هنا لا يعالج كل مريض، بل يعالج مَنْ وثق به، وذهب إليه وعرض عليه نفسه ففحصه الطبيب وعرف عِلّته.وهكذا القرآن الكريم يسمعه المؤمن به، فيكون له هدىً ورحمة ويترك في نفسه إشراقات نورانية تتسامى به وترتفع إلى أعلى الدرجات في حين يسمعه آخر فلا يَعي منه شيئاً ويقول كما حكى القرآن الكريم{وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً }[محمد: 16] وقال:{  قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ }[فصلت: 44].{  وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى }[فصلت: 44]إذن: فالقرآن واحد، ولكن الاستقبال مختلف.ثم يقول الحق سبحانه: { وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-مد منفصل:وَمَا أَنْزَلْنَا

-إدغام بغنة:وَهُدًى وَرَحْمَةً-لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

-إدغام كامل:وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 63 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 63

تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

تتحدث الايات عن:

-قال الحق سبحانه:{  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ… }[آل عمران: 110].فقد آمن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم على أن تكون حارسة لمنهجه، إما بالنفس اللوامة، وإما بالمجتمع الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر، وهذا شرف عظيم لهذه الأمة.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

يذكر تعالى أنه أرسل إلى الأمم الخالية رسلا فكذبت الرسل، فلك يا سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم في إخوتك من المرسلين أسوة فلا يهُمنَّك تكذيب قومك لك، وأما المشركون الذين كذبوا الرسل فإنما حملهم على ذلك تزيين الشيطان اعوذ بالله منة لهم ما فعلوه. { فهو وليهم اليوم} أي هم تحت العقوبة والنكال، والشيطان اعوذ بالله منةوليهم ولا يملك لهم خلاصا، ولا صريخ لهم ولهم عذاب أليم

تفسير الشيخ الشعراوى

1-نعلم أن الحق سبحانه وتعالى يُقسِم بما يشاء على ما يشاء، أما نحن فلا نقسم إلا بالله، وفي الحديث الشريف: ” مَنْ كان حالفاً، فليحلف بالله أو ليصمت “. والحق تبارك وتعالى هنا يحلف بذاته سبحانه { تَٱللَّهِ } ، مثل: والله وبالله.وقد جاء القسم لتأكيد المعنى؛ ولذلك يقول أحد الصالحين: من أغضب الكريم حتى ألجأه أن يقسم؟!وقد يؤكد الحق سبحانه القسم بذاته، أو القسم ببعض خَلْقه، وقد ينفي القسم وهو يُقسِم، كما في قوله تعالى:{  لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ }[البلد: 1].وقوله:{  فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }[الواقعة: 75-76].ومعنى: لا أقسم أن هذا الأمر واضح جَليّ وضوحاً لا يحتاج إلى القسم، ولو كنت مُقسِماً لأقسمتُ به، بدليل قوله:{  وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }[الواقعة: 76].إذن: الحق سبحانه يُقسِم بذاته ليؤكد لنا الأمر تأكيداً، وتأكيد الأمر عند الحكم في القضاء مَثلاً: إما بالإقرار، وإما باليمين.. فإذا ما أقسمت له وحلفتَ فقد سددْتَ عليه منافذ التكذيب.

2-الحق سبحانه يقول:{ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } [النحل: 63]أي لسْتَ بِدْعاً في أنْ تُكذَّب من قومك، فهذه طبيعة الذين يستقبلون الدعوة من الله على ألسنة الرسل؛ لأن الرسل لا يرسلهم الله إلا حينما يطمّ الفساد ويعُم ومعنى إرسال الرسل ـ إذن ـ أنه لا حَلَّ إلا أنْ تتدخلَ السماء؛ ذلك لأن الإنسان فيه مناعات يقينية في ذاته، وهي نفسه اللوامة التي تلومه إذا أخطأ وتُعدِّل من سلوكه، فهي رادع له من نفسه.فإذا ما تبلَّدتْ هذه النفس، وتعوَّدتْ على الخطأ قام المجتمع من حولها بهذه المهمة، فمَنْ لا تُردِعه نفسه اللوامة يُردعه المجتمع من حوله.. فإذا ما فسدَ المجتمع أيضاً، فماذا يكون الحل؟ الحل أن تتدخل السماء لإنقاذ هؤلاء.إذن: تتدخل السماء بإرسال الرسل حينما يعُمّ الفسادُ المجتمعَ كله؛ ولذلك فأمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم من شرفها عند ربها أنْ قال لهم: أنتم مأمونون على رعاية منهجي في ذواتكم، لوَّامون لأنفسكم، آمرون بالمعروف، ناهون عن المنكر في غيركم؛ لذلك لن أرسل فيكم رسولاً آخر، فأنتم سوف تقومون بهذه المهمة.لذلك قال الحق سبحانه:{  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ… }
[آل عمران: 110].فقد آمن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم على أن تكون حارسة لمنهجه، إما بالنفس اللوامة، وإما بالمجتمع الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر، وهذا شرف عظيم لهذه الأمة.إذن: يأتي الرسول حينما يعُمُّ الفساد.. فما معنى الفساد؟.. الفساد: أن تُوجد مصالح طائفة على حساب طائفة أخرى، فأهل الفساد والمنتفعون به إذا جاءهم رسول ليُخلِّص الناس من فسادهم، كيف يقابلونه؟ أيقابلونه بالترحاب؟ بالطبع لا.. لا بُدّ وأن يقابلوه بالكراهية والإنكار، ويعلنوا عليه الحرب دفاعاً عن مصالحهم.

3-ويُتبع الحق سبحانه هذا بقوله:{ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ.. } [النحل: 63].هنا يتدخل الشيطان اعوذ بالله منة ، ويُزيّن لأهل الفساد أعمالهم، ويحثّهم على محاربة الرسل؛ فهؤلاء الذين سيقضون على نفوذكم، سوف يأخذون ما في أيديكم من مُتَع الدنيا، سوف يهزُّون مراكزكم، ويحطُّون من مكانتكم بين الناس هؤلاء سوف يرفعون عليكم السِّفْلة والعبيد..وهكذا يتمسَّك أهل الفساد والظلم بظلمهم، ويعضون عليه بالنواجذ، ويقفون من الرسل موقف العداء، فوطِّنْ نفسك على هذا، فلن تُقابلَ من السادة إلا بالجحود وبالإنكار وبالمحاربة.

4-ثم يقول تعالى:{ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ… } [النحل: 63].أي: في الآخرة، فما دام الشيطان اعوذ بالله منة تولاَّهم في الدنيا، وزيَّن لهم، وأغراهم بعداء الرسل، فَلْيتولَّهم الآن، وليدافع عنهم يوم القيامة.. وقد عرض لنا القرآن الكريم هذا الموقف في قوله تعالى:{  كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ }[الحشر: 16].وفي جدالهم يوم القيامة مع الشيطان اعوذ بالله منة يقولون له: أنت أغويتَنا وزيَّنْتَ لناماذا يقول؟ يقول:{  وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ}[إبراهيم: 22].والسلطان هنا: إمّا بالحجة التي تُقنع، وإما بالقهر والغلبة والقوة التي تفرض ما تريد، وليس للشيطان اعوذ بالله منة شيء من ذلك لا يملك حُجة يُقنعك بها لتفعل، ولا يملك قوة يُجبرك بها أنْ تفعل وأنت كاره وهكذا يجادلهم الشيطان اعوذ بالله منة ويردُّ عليهم دعواهم، فليس له عليكم سلطان، بل مجرد الإشارة أوقعتْكم في المعصية وفي آية أخرى يقول الحق سبحانه:{  وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنْكُمْ إِنَّيۤ أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ.. }[الأنفال: 48].

5-وقوله:{ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النحل: 63].يَصف العذاب هنا بأنه أليم شديد مُهلِك،وقد وصف الله العذاب بأنه أليم، عظيم، مُهين، شديد.. والعذاب شعور بالألم وإحساسٌ به، وقد توصَّل العلماء إلى أن الإحساس كله في الجلد؛ لذلك قال الحق سبحانه لِيُديمَ على هؤلاء العذاب:{  كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ.. }[النساء: 56].وهكذا يستمر العذاب باستمرار الجلود وتبديلها.ثم يقول الحق سبحانه: { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ.. }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-مد منفصل:أَرْسَلْنَا إِلَىٰ-إِلَىٰ أُمَمٍ

-إدغام بغنة:أُمَمٍ مِنْ

-إظهار:عَذَابٌ أَلِيمٌ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 62 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 62

وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ ۖ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ

تتحدث الايات عن:

-الحقيقة أن الناس إذا وثِقوا بجزاء الله على ما يعطيه العبد لأَعطَوْا ربهم أفضل ما يُحبون.. لماذا؟ لأن ذلك دليلٌ على حبّك للآخرة، وأنك من أهلها، فأنت تعمرها بما تحب، أما صاحب الدنيا المحبّ لها فيعطي أقل ما عنده؛ لأن الدنيا في نظره أهمّ من الآخرة.وبهذا يستطيع الإنسان أنْ يقيسَ نفسه: أهو من أهل الآخرة، أم من أهل الدنيا بما يعطي لله عز وجل؟

-رَاعِ حق الفقير وضرورة أنْ تجعله كنفسك، لا يكُنْ هيِّناً عليك فتعطيه أردأ ما عندك

ردا على من تعجبة حياتة فى الدنيا ولا يريد الاخرة؟قول تعالى:{  وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً * وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً }[الكهف: 35-36].فهذه مقولات ثلاث كاذبة:قوله:{  مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً }[الكهف: 35]هذه الأولى، فكم من أشياء تغيَّرت، ومن يضمن لك بقاء ما أنت فيه، والحق تبارك وتعالى يقول في آية أخرى:{  إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ }[القلم: 17-20].الكذبة الثانية:{  وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً }[الكهف: 36].فقد أنكر الساعة.الكذبة الثالثة:{  وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً }[الكهف: 36]وهذا هو الشاهد في الآية هنا، ففيها اغترار وتمنٍّ على الله دون حقٍّ، كمن ادعوْا أن لهم الحسنى، وهم ليسوا أهلاً لها وفي موضع آخر تأتي نفس المقولة{  لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ }[فصلت: 49-50] وهكذا الإنسان في طَبْعه أنه لا يسأم من طلب الخير، وكلما وصل فيه إلى مرتبة تمنّى أعلى منها، يقنط إنْ مسَّه شر، وإنْ رفع الله عنه ورحمه قال: هذا لي.. أنا استحقه، وأنا جدير به.. ألاَ قلتَ: هذا فضل من الله ونعمة

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-قوله: { ويجعلون للّه ما يكرهون} أي من البنات ومن الشركاء الذين هم عبيده وهم يأنفون أن يكون عند أحدهم شريك له في ماله، وقوله: { وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى} إنكارا عليهم في دعواهم مع ذلك أن لهم الحسنى في الدنيا، كقوله: { ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى} ، وقوله: { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} فجمع هؤلاء بين عمل السوء، وتمني الباطل بأن يجازوا على ذلك حسنا وهذا مستحيل، يعملون السيئات ويجزون الحسنات؟أيجتبى من الشوك العنب؟ ولهذا قال تعالى ردا عليهم في تمنيهم ذلك: { لا جرم} أي حقا لا بد منه، { أن لهم النار} أي يوم القيامة، { وأنهم مفرطون} ، قال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم: منسيون فيها مضيعون، وهذا كقوله تعالى: { فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} وعن قتادة أيضا { مفرطون} : أي معجلون إلى النار من الفرط وهو السابق إلى الورد، ولا منافاة لأنهم يعجل بهم يوم القيامة إلى النار وينسون فيها أي يخلدون.

تفسير الشيخ الشعراوى

1-قوله تعالى:{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ… } [النحل: 62].الأليق أن الذي يُخرج لله يجب أن يكون من أطيب ما أعطاه الله، فإذا أردت أن تتصدقَ تصدَّقْ بأحسن ما عندك، أو على الأقل من أوسط ما عندك.. لكن أنْ تتصدَّق بأخسِّ الأشياء وأرذلها أن تتصدق مما تكرهه، كالذي يتصدق بخبز غير جيد أو لحم تغيِّر، أو ملابس مُهَلْهَلة، فهذا يجعل لله ما يكره.والحقيقة أن الناس إذا وثِقوا بجزاء الله على ما يعطيه العبد لأَعطَوْا ربهم أفضل ما يُحبون لماذا؟ لأن ذلك دليلٌ على حبّك للآخرة، وأنك من أهلها، فأنت تعمرها بما تحب، أما صاحب الدنيا المحبّ لها فيعطي أقل ما عنده؛لأن الدنيا في نظره أهمّ من الآخرةوبهذا يستطيع الإنسان أنْ يقيسَ نفسه أهو من أهل الآخرة، أم من أهل الدنيا بما يعطي لله عز وجل؟قوله تعالى:{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } [النحل: 62].أي: مما ذكر في الآيات السابقة من قولهم:{  لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ}[النحل: 57]وأن الملائكة بنات الله، وجعلوا بينه وبين الجنَّة نسباً، إلى غير ذلك من أقوالهم، وجعلوا لله البنات وهم يكرهون البنات؛ لذلك {  وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ }[النحل: 58].والمسألة هنا ليستْ مسألة جَعْل البنات لله، بل مُطْلق الجَعْل منهم مردود عليهم، فلو جعلوا لله ما يحبون من الذكْران ما تُقبّل منهم أيضاً؛ لأنهم جعلوا لله ما لم يجعل لنفسه.فالذين قالوا: عزير ابن الله. والذين قالوا: المسيح ابن الله. لا يُقبَل منهم؛ لأنهم جعلوا لله سبحانه ما لم يجعلْه لنفسه، فهذا مرفوض، وذلك مرفوض؛ لأننا لا نجعل لله إلا ما جعله الله لنفسه سبحانه.فنحن نجعل لله ما نحب مما أباح الله، كما جاء في قوله تعالى:{  لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ }[آل عمران: 92].وقوله:{  وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ.. }[الإنسان: 8].ولذلك قال الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة وسلم {  قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ }[الزخرف: 81].فلو كان له ولد لآمنتُ بذلك، لكن الحقيقة أنه ليس له ولد.. إذن: ليست المسألة في جَعْل ما يكرهون لله بل في مُطْلَق الجعلْ، ذلك لأننا عبيد نتقرّب إلى الله بالعبادة، والعابد يتقرّب إلى المعبود بما يحب المعبود أن يتقرّب به إليه، فلو جعل الله لنفسه شيئاً فهو على العين والرأس، كما في أمره أن ننفق مما نُحب، ومن أجود ما نملك.ولذلك قوله تعالى:{  لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ }[آل عمران: 92].رَاعِ حق الفقير وضرورة أنْ تجعله كنفسك، لا يكُنْ هيِّناً عليك فتعطيه أردأ ما عندك.. والحق تبارك وتعالى لما أراد أن نتقرّب إليه بالنّسُك وذَبْح الهَدْي والأضاحي قال:{  فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ }[الحج: 28].لأنك إذا علمتَ أنك ستأكل منها سوف تختار أجود ما عندك.

2-وقوله تعالى:{ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ} [النحل: 62].الكذب: قضية ينطق بها اللسان ليس لها واقع في الوجود، أي مخالفة للواقع المشهود به من القلب ولماذا يشهد عليه القلب؟قالوا: لأنه قد يطابق الكلام الواقع، ونحكم عليه مع ذلك بالكذب كما جاء في قوله تعالى {  إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }[المنافقون: 1]بالله، أهذه القضية صِدْق أم لا؟ إنها قضية صادقة أنت رسول الله صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم وقد وافق كلامهم ما يعلمه الله فلماذا شهد عليهم الحق تبارك وتعالى أنهم (كاذبون)؟وفي أيِّ شيء هم كاذبون؟قالوا: الحقيقة أنهم صادقون في قولهم إنك لرسول الله صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم، ولكنهم كذبوا في شهادتهم:{  نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ}[المنافقون: 1].لأنهم لا يشهدون فعلاً؛ لأن الشهادة تحتاج أنْ يُواطئَ القلبُ اللسانَ ويسانده، وهذه الشهادة منهم من اللسان فقط لا يساندها القلب.الإنسان عُرْضة لأن يقول الصدق مرة والكذب مرة، لكن هؤلاء بمجرد أن يقولوا (نشهد) فهم كاذبون، وهذا معنى:{ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ } [النحل: 62].لأنهم حينما يقولون مثلاً: العزير ابن الله، المسيح ابن الله، الملائكة بنات الله. هذه كلها قضايا باطلة ليس لها واقع يوافق منطوق اللسان.. فألسنتهم تصف الكذب.وإنْ أردتَ أن تعرف الكذب الذي لا يطابق الواقع فاستمع إليه فبمجرد أنْ يُقال تعلم أنه كذب.. مثل ما حدث مع مُسيْلمة الذي ادَّعى النبوة، مجرد أنْ قال: أنا نبي قلنا: مسيلمة الكذاب.

3-ويقول الحق سبحانه:{ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ } [النحل: 62].أي: أن الكذب في قولهم (لهم الحسنى) فهذا اغترار وتمنٍّ على الله دون حق، ومثل هذه المقولة في سورة الكهف، في قصةِ أصحاب الجنتين، يقول تعالى:{  وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً * وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً }[الكهف: 35-36].فهذه مقولات ثلاث كاذبة:قوله:{  مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً }[الكهف: 35]هذه الأولى، فكم من أشياء تغيَّرت، ومن يضمن لك بقاء ما أنت فيه، والحق تبارك وتعالى يقول في آية أخرى:{  إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ }[القلم: 17-20].الكذبة الثانية:{  وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً }[الكهف: 36].فقد أنكر الساعةالكذبة الثالثة:{  وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً }[الكهف: 36]وهذا هو الشاهد في الآية هنا، ففيها اغترار وتمنٍّ على الله دون حقٍّ، كمن ادعوْا أن لهم الحسنى، وهم ليسوا أهلاً لها وفي موضع آخر تأتي نفس المقولة{  لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ }[فصلت: 49-50] وهكذا الإنسان في طَبْعه أنه لا يسأم من طلب الخير، وكلما وصل فيه إلى مرتبة تمنّى أعلى منها، يقنط إنْ مسَّه شر، وإنْ رفع الله عنه ورحمه قال: هذا لي.. أنا استحقه، وأنا جدير به.. ألاَ قلتَ: هذا فضل من الله ونعمة، ثم بعد ذلك هو يتمنى على الله الأماني ويقول:{  إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ }[فصلت: 50].ويُروى أن سيدنا داود ـ عليه السلام ـ مع ما أعطاه الله من الملْك والعظمة أنه صعد يوماً سطح منزله، فابتلاه الله بسِرْب من الجراد الذهب، فحينما رآه داود جعل يجمع منه في ثوبه، فقال له ربه: ألم أُغْنِك يا داود؟ قال: نعم ولكن لا غِنَى لي عن فضلك.

4-وقوله تعالى:{ لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ… } [النحل: 62].لا جرم: أي حقاً أن لهم النار على ما تقدم منهم أن جعلوا لله ما يكرهون، وتصف ألسنتهم الكذب، وهذه أفعال يستحقون النار عليها.وكلمة { لاَ جَرَمَ } منها جارم بمعنى مجرم، فالمعنى: لا جريمة في عقاب هؤلاء، لأنه لا يُقال على عقوبة الجريمة أنها جريمة.. إذن: لها معنيان، لا بُدَّ أن لهم النار، أو لا جريمة في أن لهم النار جزاء أعمالهم.

5-{ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ } [النحل: 62].جاءت في كلمة مُفْرطون عدة قراءات: مفرَطون، مفرِطون، مفرِّطون، مفرَّطون. وجمعيها تلتقي في المعنى.نحن حينما نصلي على جنازة مثلاً، إذا كان الميت مكلّفاً نقول في الدعاء له: ” اللهم اغفر له، اللهم ارحمه.. اللهم إنْ كان مُحسناً فزِدْ في إحسانه، وإنْ كان مُسِيئاً فتجاوز عن سيئاته “. فإنْ كان صغيراً غير مُكلَّف قُلْنا في الدعاء له ” اللهم اجعله فرَطاً وذخراً “. فما معنى فرَطاً هنا؟معناه: أن يكون الطفل فَرَطاً لأبويه ومُقدّمة لهما إلى الجنة يمرُّ بين يديْ والديْه ويسبقهما إلى الجنة، وكأنه يقدم عليهما لِيُمهد لهما الطريق ليغفر الله لهما.. إذن: معنى مُفْرطون أي مُقدِّمون. ولكن إلى النار.ومنه قوله تعالى عن فرعون:{  يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ.. }[هود: 98].أي: يتقدمهم إلى النار.. كما كنتَ مُقدّماً عليهم، وإماماً لهم في الدنيا، فسوف تتقدمهم هنا وتسبقهم إلى النار.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

———

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 61 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 61

وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ

تتحدث الايات عن:

-الحق تبارك وتعالى لو آخذهم بما أخذوا، أخذوا شيئاً فأخذ الله شيئاً، لو عاملهم هذه المعاملة ما ترك على ظهرها من دابة.لذلك نجد في آيات الدعاء:{  رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا }[البقرة: 286].أي: أننا أخذنا منك يا ربّ الكثير بما حدث مِنّا من إسراف وتقصير وعمل على غير مقتضى أمرك، فلا تؤاخذنا بما بدر منا.

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

1-يخبر تعالى عن حلمه بخلقه مع ظلمهم، وأنه لو يؤاخذهم بما كسبوا ما ترك على ظهر الأرض من دابة، أي لأهلك دواب الأرض ومعهم بنو آدم، ولكن الرب جل جلاله يحلم ويستر، وينظر إلى أجل مسمى أي لا يعاجلهم بالعقوبة إذ لو فعل ذلك بهم لما أبقى أحدا. وفي الحديث: (إن اللّه لا يؤخر شيئا إذا جاء أجله، وإنما زيادة العمر بالذرية الصالحة يرزقها اللّه العبد فيدعون له من بعده، فليحقه دعاؤهم في قبره، فذلك زيادة العمر) “”أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء مرفوعا””.

تفسير الشيخ الشعراوى

1-قول الحق تبارك وتعالى:{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ.. } [النحل: 61].عندنا هنا: الأخْذ والمؤاخذة.. الأخْذ: هو تحصيل الشيء واحتواؤه، ويدل هذا على أن الآخذ له قدرةٌ على المستمسك بنفسه أو بغيره، فمثلاً تستطيع حَمْل حصاة، لكن لا تستطيع حمل حجر كبير، وقد يكون شيئاً بسيطاً إلا أنه مربوط بغيره ومستمسك به فيُؤخَذ منه قوة.فمعنى الأخذ: أن تحتوي الشيء، واحتواؤك له معناه أنك أقوى من تماسكه في ذاته، أو استمساك غيره به، وقد يكون الأَخْذ بلا ذنب.أما المؤاخذة فتعني: هو أخذَ منك فأنت تأخذُ منه.. ومنه قَوْل أحدنا لأخيه ” لا مؤاخذة ” في موقف من المواقف والمعنى: أنني فعلتُ شيئاً استحق عليه الجزاء والمؤاخذة، فأقول: لا تؤاخذني لم أقصد.لذلك؛ فالحق تبارك وتعالى يقول هنا:{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ… } [النحل: 61].ولم يَقُلْ: يأخذ الناس.وفي آية أخرى قال تعالى:{  وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }[هود: 102].لماذا أخذها الله؟ أخذها لأنها أخذتْ منه حقوقه في أن يكون إلهاً واحداً فأنكرتها، وحقوقه في تشريع الصالح فأنكرنها.

2-ويُبيِّن الحق سبحانه أن هذه المؤاخذة لو حدثت ستكون بسبب من الناس أنفسهم، فيقول سبحانه:{ بِظُلْمِهِمْ.. } [النحل: 61].أول الظلم أنهم أنكروا الوحدانية، يقول تعالى:{  إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[لقمان: 13].فكأنهم أخذوا من الله تعالى حقّه في الوحدانية، وأخذوا من الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحية وسلم، فقالوا كذاب، وأخذوا من الكتاب فقالوا ” سحر مبين “.كل هذا ظلم..فالحق تبارك وتعالى لو آخذهم بما أخذوا، أخذوا شيئاً فأخذ الله شيئاً، لو عاملهم هذه المعاملة ما ترك على ظهرها من دابة.لذلك نجد في آيات الدعاء:{  رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا }[البقرة: 286].أي: أننا أخذنا منك يا ربّ الكثير بما حدث مِنّا من إسراف وتقصير وعمل على غير مقتضى أمرك، فلا تؤاخذنا بما بدر منا.

3-فلو آخذ الله الناس بما اقترفوا من ظلم..{ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ.. } [النحل: 61].قد يقول قائل: الله عز وجل سَيُؤاخذ الناس بظلمهم، فما ذنب الدابة؟ ماذا فعلت؟ نقول: لأن الدابة خُلِقَتْ من أجلهم، وسُخِّرتْ لهم، وهي من نعم الله عليهم، فليست المسألة إذن نكايةً في الدابة، بل فيمَنْ ينتفع بها، وقد يُراد العموم لكل الخلق.

4-فإذا لم يؤاخذ الله الناس بظلمهم في الدنيا فهل يتركهم هكذا؟ لا بل:{ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ… } [النحل: 61].هذا الأجل انقضاء دُنيا، وقيام آخرة، حتى لو لم يؤمنوا بالآخرة، فإن الله تعالى يُمهلهم في الدنيا، كما قال تعالى في آية أخرى:{  وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ }[الطور: 47].وقد يكون في هذا الأجل المسمى خير للحق، فكثير من الصحابة كانوا يدخلون المعارك، ويُحبون أنْ يقتلوا أهل الكفر فلاناً وفلاناً، ثم لا يتمكنون من ذلك ولا يصيبونهم، فيحزنون لذلك.ولكن أَجَل هؤلاء لم يَأْتِ بَعْد، وفي علم الله تعالى أن هؤلاء الكفار سيؤمنون، وأن إيمانهم سينفع المسلمين، وكأن القدر يدّخرهم: إما أنْ يؤمنوا، وإما أن تؤمنَ ذرياتهم.وقد آمن عمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم. ومن هؤلاء الذين نَجَوْا كان خالد بن الوليد سيف الله المسلول.

5-{ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [النحل: 61].أي: إذا جاءت النهاية فلا تُؤخَّر، وهذا شيء معقول، ولكن كيف: ولا يستقدمون؟ إذا جاء الأجل كيف لا يستقدِمون؟ المسألة ـ إذن ـ ممتنعة مستحيلة.. كيف إذا جاء الأجل يكون قد أتى قبل ذلك؟… هذا لا يستقيم، لكن يستقيم المعنى تماماً على أن:{ وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [النحل: 61].ليست من جواب إذا، بل تم الجواب عند (ساعة)، فيكون المعنى: إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة، وإذا لم يجيء لا يستقدمون. والله أعلم.ثم يقول الحق سبحانه: { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

-إدغام بغنة:دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ-أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ

-مدمتصل:جَاءَ

مد منفصل:إِلَىٰ أَجَلٍ

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين

تفسير سورة النحل الاية 60 (قولوا دوما الحمد لله وإن الأمر كله لله-أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد(ص) رسول الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم

تفسير اليوم الاية 60

لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ۖ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

تتحدث الايات عن:

-قوله تعالى { للذين لا يؤمنون بالآخرة} أي لهؤلاء الواصفين لله البنات اعوذ بالله من ذلك { مثل السوء} أي صفة السوء من الجهل والكفر. وقيل : هو وصفهم الله تعالى بالصاحبة والولد اعوذ بالله من ذلك. وقيل : أي العذاب والنار. { ولله المثل الأعلى} أي الوصف الأعلى من الإخلاص والتوحيد؛ قاله قتادة. وقيل : أي الصفة العليا بأنه خالق رازق قادر ومجاز. وقال ابن عباس { مثل السوء} النار، و { المثل الأعلى} شهادة أن لا إله إلا الله. وقيل : ليس كمثله شيء. وقيل { ولله المثل الأعلى} كقوله { الله نور السماوات والأرض مثل نوره} [النور : 35]. فإن قيل : كيف أضاف المثل هنا إلى نفسه وقد قال { فلا تضربوا لله الأمثال} [النحل : 74] فالجواب أن قوله { فلا تضربوا لله الأمثال} أي الأمثال التي توجب الأشباه والنقائص؛ أي لا تضربوا لله مثلا يقتضي نقصا وتشبيها بالخلق. والمثل الأعلى وصفه بما لا شبيه له ولا نظير، جل وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا. { وهو العزيز الحكيم} .

-اللهم نستودعك ان ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب امين امين امين يارب العالمين اللهم نستودعك ان تجعلنا من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين امين امين امين يارب العالمين

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

–أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صل الله علية وسلم وعلى اله وصحبة وسلم رسول الله -اللهم إني أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك

-اللهم أرزقنى حسن الظن بك وصدق التوكل عليك  وطيب النية والعمل يارب إجعلنا من اهل القرآن الكريم أمين أمين أمين يارب العالمين

– اللهم انى استودعك العيش والموت عند بيتك الحرام والمسجد النبوى الشريف صل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم يارب البيت ابنى لى عندك بيتا فى الجنة وارزقنى الزوج الصالح والصحبة الصالحة فى الدنيا والاخرة اللهم اهدينا لكل ما تحب وترضى  امين امين امين يارب العالمين

-لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

تفسير ابن كثير

-قوله ههنا: { للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء} أي النقص إنما ينسب إليهم { وللّه المثل الأعلى} أي الكمال المطلق من كل وجه وهو منسوب إليه { وهو العزيز الحكيم} .

تفسير الشيخ الشعراوى

1-قوله تعالى:{ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ… } [النحل: 60].صفة السوء أي: الصفات السيئة الخسيسة من الكفر والجحود والنكْران، ومن عَمي البصيرة، وغيرها من صفات السوء.لماذا كان للذين لا يؤمنون بالآخرة مثَلُ السوء؟ لأن المعادلة التي أَجْرَوْها معادلة خاطئة؛ لأن الذي لا يؤمن بالآخرة قصّر عمره.. فعُمْر الدنيا بالنسبة له قصير، وقد قلنا: إياك أن تقيسَ الدنيا بعمرها.. ولكن قِسْ الدنيا بعمرك أنت، فعمر الدنيا مدة بقائِكَ أنت فيها.. إنما هي باقية من بعدك لغيرك، وليس لك أنت فيها نصيب بعد انقضاء عمرك.إذن: عمر الدنيا عمرك أنت فيها.. عمرك: شهر، سنة، عشر سنوات، مائة.. هذا هو عمر الدنيا الحقيقي بالنسبة لك أنت.ومع ذلك، فعمر الدنيا مهما طال مُنْتَهٍ إلى زوال، فَمنْ لا يؤمن بالله ولا يؤمن بالآخرة قد اختار الخاسرة؛ لأنه لا يضمن أن يعيش في الدنيا حتى متوسط الأعمار.. وهَبْ أنك عِشْتَ في الدنيا إلى متوسط الأعمار، بل إلى أرذل العمر.. وهَبْ أنك استمتعتَ في دنياك بكل أنواع المعاصي، ماذا ستكون النهاية؟ أنْ تفوتَ هذا كله إلى الموت.قارن ـ إذن ـ حال هذا بمَنْ آمن بالله وآمن بالآخرة.. نقول لمَنْ لا يؤمن بالآخرة: دنياك مظنونة، يمكن أن تعيش فيها، أو يعاجلك الموت.. حتى مَنْ عاش إلى متوسط الأعمار، فالنهاية إلى زوال.وما نِلْتَ من مُتَع في دنياك أخذتها على قَدْر إمكاناتك أنت.إذن: أنت أخذت صفقة محدودة غير مُتيقّنة، وتركتَ صفقة غير محدودة ومُتيقّنة.. أليستْ هذه الصفقة خاسرة؟أما مَنْ آمن بالآخرة فقد ربحتَ صفقته، حيث اختار حياة ممتدة يجد المتعة فيها على قَدْر إمكانات المنعِم سبحانه وتعالى.إذن:{ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ… } [النحل: 60].أي: الصفة شديدة السوء، ذلك لأنهم خاسرون لا محالة.

2-وقوله تعالى:{ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ… } [النحل: 60].لله الصفة العليا، وكأن الآية تقول لك: اترك صفة السوء، وخُذ الصفة الأعلى التي تجد المتعة فيها على قَدْر إمكانات الحق سبحانه وتعالى.

3-ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله:{ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } [النحل: 60].العزيز أي: الذي لا يُغلَب على أمره، فإذا قيل: قد يوجد مَنْ لا يُغلب على أمره.. نعم؛ لكنه سبحانه عزيز حكيم يستعمل القهر والغلبة بحكمة.ثم يقول الحق تبارك وتعالى: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ… }.

جزء تعليم القراءة والتلاوة

——-

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

الحمد الله رب العالميين حمدا كثيرا مباركا فية – اللهم دومها نعمة واحفظها من الزوال امين امين امين يا رب العالمين